ایکنا

IQNA

أستاذ الجامعة العالمیة للعلوم الإسلامیة فی لندن لـ"ایکنا":

ثورة الامام الحسین(ع) ثورة الهیة وکلما تقادم علیها الزمن تجددت

10:08 - November 24, 2013
رمز الخبر: 1321561
لندن ـ ایکنا: ثورة الامام الحسین(ع) ثورة الهیة کلما تقادم علیها الزمن تجددت وهذا سر من اسرار هذه الثورة القرآنیة الالهیة کما أن القرآن کلما تقادم علیه الزمن یخلد لوجود سر فی اعجازه.

أکد الباحث القرآنی العراقی وأستاذ الجامعة العالمیة للعلوم الإسلامیة فی لندن ، «علی رمضان الأوسی»، فی حوار خاص له مع وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(ایکنا) ان الثورة الحسینیة جسدت جملة من المفاهیم الانسانیة مثل الصبر والشجاعة، ورفض الظلم والاستبداد والثورة علی الفساد وبالتالی هذه القیم قیم انسانیة یشترک فیها کل الانسان مسلماً کان أو غیر مسلم وبالتالی هذا البعد الانسانی فی هذه الثورة استطاع أن یحافظ علی استمرار النهضة الحسینیة هذا من جهة ومن جهة أخری المصیبة التی حلت بالطف ایضاً کانت مصیبة ممیزة فی عدوانیتها ووحشیتها وفی انتهاک کل حقوق کحقوق الطفل وحقوق المرأة والانسان البریء فهذه کلها ساعدت الی جانب عامل ثالث وهی عامل الهی تکفل بأن ینصر دم الحسین(ع) علی سیف یزید وبالتالی هذه العوامل الثلاثة تشترک فی خلود الثورة الحسینیة.

وأشار الی عدم استسلام الامام الحسین(ع) امام ظلم یزید قائلاً: الامام الحسین(ع) بعد أن وجد اصرار یزید الفاسق علی سرقة الخلافة الاسلامیة ومخالفته علی أخذ البیعة من الامام(ع) قال "الا ان الدعی إبن الدعی قد رکز بین اثنتین بین السلة والذلة، وهیهات منا الذلة" والسلة یعنی یزید أرادها حرباً علی الحسین(ع) إما أن یقاتله أو یذله والامام الحسین(ع) رفض الذل وتوجه للمقاومة وللمواجهة وذلک لأن المؤمن لاینبغی أن یذل نفسه الا لله سبحانه تعالی، قوله تعالی "ولله عزة ولرسوله وللمؤمنین" وبالتالی لاینبغی للمؤمن ان یذل نفسه.

وأوضح: هذا المفهوم الذی نستلهمه من ثورة الطف فی عالمنا الیوم هو اننا یجب ان لانرکع امام الظلم وبالتالی لابد أن نقاوم من یرید أن یغتصب حقوقنا ومن یرید أن یسرق ثرواتنا ومن یرید أن یهین کرامتنا فنحن لا نسمح للاستکبار أو جنودهم أو حلفائهم فی المنطقة إذا ما أرادوا أن یهجموا ویذلوا ویکسروا شوکة الاسلام فلابد لنا أن نقاومهم بکل ما نملک ومااستطعتم من قوة استلهاماً من القرآن الکریم ومن ثورة الامام الحسین(ع).

وفی معرض رده علی سؤال حول أهمیة تجدید ذکری واقعة الطف قال علی رمضان الأوسی: ثورة الامام الحسین(ع) کلما تقادم علیها الزمن تجددت وکلما اخلق الزمان تجدد ذکر الحسین(ع) وهذا سر من اسرار هذه الثورة کما أن القرآن کلما تقادم علیه الزمن یخلد لوجود سر فی اعجازه لکی یبقی الی یوم القیامة کذلک الامام الحسین(ع) تضحیته هی فی ذات الله وفی خدمة رب العالمین إذن لابد أن یبقی هذا الخلود وهذا الثبات وهذا الاستمرار وهو من ذاتیات الثورة الحسینیة.

وبین لنا: بالتالی نحن یجب أن نتعامل مع هذه الثورة الحسینیة من خلال هذا المنظور والمنظور ان الثورة خالدة والثورة باقیة لذلک صدق من قال الاسلام محمد الوجود والحسینی البقاء لانه لولا ثورة الحسین(ع) استطاعت الاصابع الامویة أن تُحرف الاسلام وتُعطی للناس اسلاما آخر مبنی علی الظلم وتقدم الفاسد علی المؤمن وبالتالی یکون لنا دین آخر فلذلک ثورة الامام الحسین(ع) جاءت لتُصحح هذا المسار ولذلک قال الامام الحسین(علیه السلام) "انی لم اخرج أشرا ولا بطرا ولکنی خرجت لطلب الاصلاح فی امة جدی رسول الله(ص)".

وحول کیفیة تمتع المسلمین بالتعالیم العاشورائیة فی عالمنا المعاصر قال الأوسی: طبعا هناک ابعاد متعددة وکثیرة فی المنهج العاشورائی یعنی لو أخذنا علی سبیل المثال علی صعید القیم علی صعید الاخلاق وعلی صعید وحدة المسلمین وعلی صعید رفض الظلم وعلی صعید الوقوف صفاً واحداً أمام العدو کل هذه القیم تحملها الثورة.

وأکد: هذه الثورة الحسینیة فیها من القیم فلابد أن نتمثلها وندرسها وأنا اعتقد نحتاج فی هذا السیاق للمزید من مراکز البحوث والدراسات فی الشأن الحسینی والی الان لاتوجد مراکز حقیقیة تهتم بهذا الشأن لأن الحسین(ع) ثراث وثروة وثورة وقیم ونهضة وحضارة لابد أن نکتشف هذا الوجود الحسینی وللاسف الشدید أن هناک من یستبدل مثل هذه الأدوات بأدوات التطبیر والمشی عی الجمر وامثال ذلک التی هی لم تکن هی شعائر حقیقیة ولایمکن أن تکون الشعائر لاننا لا نرید أن نجلد ذاتنا بل انما الحسین(ع) أراد أن نستفید من الثورة لنبنی الحضارة والدولة.

وأشار فی الختام الی ضرورة اقتداء الشعوب المظلومة بالثورة الحسینیة التی تطالب بالحریة و الاستقلال قائلا: طبعا من شعارات الثورة الحسینیة هی الدعوة الی احترام الانسان والدعوة الی حریة الرأی والدعوة الی احقاق الحق وابطال الباطل وهذه شعارات تحتاجها کل الامم المستضعفة فی العالم والشعوب التی هی مضطهدة الان بفعل العمل الاستکباری أو بفعل الفتن الطائفیة أو المناطقیة أو الاقلیمیة أو غیر ذلک لذلک نستلهم من الامام الحسین(ع) هذه الشعارات وهذا المنهج الذی یرسم لنا الطریق القوی الذی یأخذ بأیدینا الی التحرر ورفض الظلم والاستبداد.

1320792

captcha