ایکنا

IQNA

دهستاني 2

11:12 - May 28, 2013
رمز الخبر: 2540014
سلام - در پاراگراف آخر مشخص نشده سخن «إيمانويل والرشتاين» تا كجاست
سوريا تظهر العجز السياسي الأميركي أكثر فأكثر

كتب موقع «أسيا تايمز» التحليلي في مقال بعنوان «سوريا تظهر العجز السياسي الأميركي أكثر فأكثر» بقلم الصحفي الأميركي من أصل فلسطيني «رمزي بارود»: في مقال تم نشره 15 مايو الحالي، كتب المؤرخ وعالم الإجتماع والمفكر اليساري الأميركي «إيمانويل والرشتاين»: " لاشيء أدل علي محدودية القدرات الغربية من المجادلات التي تجري بين النخبة السياسية بشأن كيفية تفاعل الدول الغربية وأميركا بوجه أخص مع الأزمة الداخلية في سوريا ". وهذه المحدوديات باتت ملموسة سواءا في الكلام أو العمل. هناك فراغ سياسي وعسكري أحدثته إخفاقات أميركا السابقة وتراجعاتها التي لابدمنها، لاسيما بعد أن فتحت حرب العراق الطريق أمام دول مثل روسيا بإعتبارها الجهات الفاعلة لكي تدخل الساحة من جديد. من الواضح جداً أن أميركا وبعد مرور عامين علي الحرب الأهلية الدامية في سوريا تواصل دعمها غير المباشر لمعارضي حكومة الأسد عبر حلفاءها العرب وأيضا تركيا، إضافة إلي أن التصريحات السياسية التي يدلي بها الأميركان هي تصريحات غيرمؤكدة وغالبا ما تكون متناقضة لكن فيما يتعلق بالمواقف الروسية فإنها مازالت ثابتة ويجري تحسينها بإستمرار بينما قد تم تهميش أميركا بحيث قدأصبحت عاجزة عن أي رد فعل بإستثناء الإدانة وإبداء الرأي، الأمر الذي يثير قلق حلفاءها العرب.
ومن هذه القضايا المثيرة للقلق مبادرة روسيا إلي إرسال صواريخ متقدمة ومضادة للسفن الحربية إلي شرق البحر الأبيض المتوسط لتعزيز الدفاعات السورية، وهي مبادرة وصفتها حكومة أوباما بـ"المفاجئة والمؤسفة"، إلا أن الموقف الأميركي هذا هو موقف جديد نسبيا علي مستوي المنطقة لكن يكمن وراءه تاريخ دموي زاخر بسياسات خارجية غيرمدروسة، وبغض النظر عن ما إذا كان قرار الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراء بشأن سوريا فإمكانية العودة إلي المناهج التقليدية للسيطرة لم تعد خيارا بالنسبة لأميركا. العجز السياسي الأميركي الحالي في الشرق الأوسط لم يسبق له مثيل منذ أوائل عقد 1990 علي الأقل حين إنهيار الإتحاد السوفياتي، الذي كان نقطة انطلاق لعالم أحادي القطب تعثر القوي الكبري فيه علي نظيراتها وكان علي الدول الأخري التكيف مع المنافسات الجارية بين تلك القوي، ثم بادرت أميركا بعجالة إلي تنفيذ إجراءات عسكرية لإثبات هيمنتها إبتداءا من غزو بنما عام 1989 وصولا إلي غزو العراق المدمر خلال عامي 1990 و 1991 م.
في الحقيقة أن الغزو الأميركي الواسع للعراق تم بهدف الحصول علي الغنائم في نهاية حرب باردة طويلة الأمد، وكان بمثابة إستعراض متكبر للقوة لأن البلد المستهدف كان بلدا عربيا واحدا وقف بقوة عسكرية وإقتصادية ضعيفة أمام القوي العسكرية الكبري بعيدة أو قريبة إلا أنه تم تدميره في هذه الحرب؛ علاوة علي ذلك تم في هذه الحرب بإعتبارها أكبر الحروب غيرالمتماثلة طوال التاريخ إستخدام أسلحة جديدة أسفرت عن مقتل وإصابة مئات الآلاف من العراقيين بينما كانت وسائل الإعلام الأميركية والعالمية تحتفل آنذاك بقوتها العسكرية. واشنطن التي كانت تحاول جني ثمار إنتصارها العسكري دعت بسرعة للإتفاق السياسي بين إسرائيل والدول العربية. الهدف الذي كان يتابعه مؤتمر 1991 مدريد هو الوصول إلي سلام مفتعل يحقق مصالح إسرائيل ويمهّد لتطبيع العلاقات بين هذا الكيان وجيرانه، وفضلا عن ذلك كانت الولايات المتحدة الأميركية تتطلع إلي نوع من «الثبات» يسمح لها بإدارة الشرق الأوسط وموارده الكثيرة في بيئة ذات صراعات أقل.
من النواقص الرئيسية للسياسة الخارجية الأميركية هو أن هذا البلد يعتمد كليا على القوة العسكرية. الغزو الأميركي للعراق الذي إستمر بأشكال مختلفة منذ عام 1990 لغاية 2011 كان حصارا مدمرا إختتم بهجوم عسكري وحشي، علاوة علي ذلك كان الهدف من هذا الغزو طويل الأمد الذي إندلع في إطار إستراتيجية سياسية منفورة إلي جانب العديد من خسائره البشرية هو إستغلال الطائفيات الموجودة وسائر أشكال التفرقة، فلذلك إندعلت الحرب الأهلية والعداوات الطائفية في العراق الذي من المرجح أن لايتخلص من مخلفاتها لسنوات طويلة إلا أن محدودية القوة العسكرية الأمريكية ظهرت بوضوح خلال السنوات التالية فلم تعد الولايات المتحدة قادرة علي أن تمد جسرا بين سيطرتها علي الأراضي العراقية وبين مستوي من التقدم كان ضرورياً للتوصل إلي الحد الأدني من الاستقرار. وبالإضافة إلي ذلك أن الحكومة الأميركية الجديدة برئاسة باراك أوباما قررت إعادة النظر في برامج الحكومة السابقة للحصول علي الهيمنة العالمية وذلك بسبب الإنكماش الإقتصادي والإنسحاب من العراق ودفع تكاليف باهظة في أفغانستان، فسرعان ما أدرجت الحكومة الأميركية خفض الميزانية العسكرية علي جدول أعمالها. من جهة أخري أن عدم توازن القوي العالمي كان قيد التعديل بصورة تدريجية وذلك بسبب ظهور الصين ك"مرشح جديد للبطولة".
في خضم المرحلة الإنتقالية وإعادة النظر في السياسة الأميركية، إهتزّ الشرق الأوسط بواسطة تطورات، ومن جملتها ثورات وحروب داخلية وصراعات إقليمية نشبت خارج حدود منطقة الشرق الأوسط فواجهت الإمبراطوريات المتردية والناشئة إنذارات علي حد السواء، وبالإضافة إلي ذلك تم تحديد خطوط الإنقسام والتفرقة وتم إستغلالها، وغيّرت الجهات الفاعلة مواقفها فاتخذت مواقف أكثر تطورا، وكانت هناك لعبة كبيرة وجديدة علي وشك الإنطلاق، وما يسمي اليوم بـ«الربيع العربي» أصبح بسرعة مصدر تغيير معادلات اللعب علي مستوي المنطقة، وكان علي مايبدو مقاوما أمام أي تغيير محتمل. تغيرّت هيكلية الشرق الأوسط في حين أن أميركا كانت تجري تعديلات لابدمنها علي أولوياتها العسكرية، ومن جملتها المزيد من التركيز علي منطقة آسيا والمحيط الهادئ وجنوب الصين، وفي الحقيقة أن أميركا ومن دون أن تولي المزيد من الإهتمام أضطرت إلي تفاعل جديد مع الشرق الأوسط كله وليس مع دولة خاصة، وفي نفس الوقت ظهرت نقاط ضعف الولايات المتحدة بصورة جادة وتبيّن تقلص نفوذها. «الإفلاس» ربما يكون مصطلحا صحيحا لوصف الوضع الأميركي الحالي في الشرق الأوسط إذ أن هذه الدولة بإجراءاتها العسكرية غيرالمدروسة دمّرت المنطقة من دون أن تحقق أهدافها طويلة الأمد.
هناك قوات جديدة تجبر أميركا علي تغيير تكتيكها في منطقة الشرق الأوسط خلافا لأوائل عقد 1990 حين حاولت هذه الدولة تغيير هيكلية المنطقة كلها وتعزيز تواجدها العسكري فيها، في الحقيقة أن أميركا ليست قادرة علي تغيير الواقع الجديد فتحاول مجرد مراقبة أو إبطال مفعول النتائج غيرالمرغوبة لهذا الواقع. يقول «إيمانويل والرشتاين»: " ما تتابعه أميركا (وأوروبا الغربية) هو مراقبة الوضع إلا أنها لن تتمكن منها، فإحتجاجات «المتدخلين» أو تراجع «المحتاطين» تعتبر لعبة "خسارة – خسارة" بالنسبة إلي الغرب في حين أنها لاتسفر عن نتيجة إيجابية للشرق الأوسط، ورغم أن سيناريو "خسارة – خسارة" لايعني بالضرورة السقوط الكامل للسياسة الأميركية في مستقبل قريب لكنه سيفتح الطريق أمام إنجازات جادة من قبل الجهات الجديدة وفي رأسها روسيا. أميركا وعلي الرغم من الإحتجاجات المستمرة للمحافظين الجدد واللوبي الإسرائيلي ستضطر إلي تغيير تكتيكاتها.
captcha