وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه یهیمن الذکور على مؤسسات الکتاتیب القرآنیة التقلیدیة المنتشرة فی المجال القروی، کشفت معطیات جدیدة أن النساء هنّ الأکثر إقبالاً على حفظ القرآن فی المدن المغربیة، بحضورهن القوی فی المراکز التابعة للمجالس العلمیة المحلیة والتی تضم بالغین، سواء کمتمدرسات أو مؤطّرات متخصّصات فی تحفیظ القرآن، مقابل استمرار هیمنة الذکور على أسلاک التعلیم العتیق والکتاتیب القرآنیة التی تضم غالبیة من الأطفال.
وآخر المعطیات المحیّنة التی کشفت عنها الوزارة حول هذا القطاع، تقول إن قرابة نصف ملیون طفل وشاب مغربی یتابعون دراساتهم داخل هذه المؤسسات العتیقة، القسم الأکبر منهم 376 ألف متمدرسون فی الکتاتیب القرآنیة، إلى جانب 90 ألف یقومون بحفظ القرآن داخل مراکز متخصصة تابعة للمجالس العلمیة المحلیة، و21 ألف تلمیذ وتلمیذة مصنّفین ضمن أحد الأطوار الدراسیة للتعلیم العتیق، والذی ینتهی بالحصول على شهادة الباکالوریا للتعلیم العتیق.
والمعطیات الاحصائیة الجدیدة التی نشرتها الوزارة، تقول إن الکتاتیب القرآنیة مؤسسات شبه خاصة بالعالم القروی، حیث تتوزع نسبة تفوق 84% من مجموع الکتاتیب البالغة 13 ألف و5600 کتّاب، بین قرى ومداشر المملکة.
فیما تتخذ مؤسسات مراکز تحفیظ القرآن التابعة للمجالس العلمیة المحلیة صبغة حضریة، حیث یوجد 74% من هذه المؤسسات البالغ عددها 1707 مرکز، فی المجال الحضری. وفیما تتّسم الکتاتیب القرآنیة بتأطیرها لغالبیة من الاطفال الذکور، تبیّن المعطیات الخاصة بمراکز تحفیظ القرآن الموجودة فی المدن، أن غالبیة روادها هم من البالغین الإناث، حیث تشکّل النساء أکثر من 80% من مجموع المتمدرسین الراغبین فی حفظ القرآن، داخل فئة الحضریین التی تشکّل غالبیة رواد هذه المؤسسات.
أما مدارس التعلیم العتیق التی یحتفظ بها المغرب موازاة مع النظام التعلیمی العصری، فیبلغ عددها قرابة 300 مدرسة، تتوزّع مناصفة بین المدن والقرى.
وفیما تحتفظ الکتاتیب بطابعها غیر المنظم فی إطار جمعیات، تحضر هذه الاخیرة بقوة فی تأطیر وإدارة مدارس التعلیم العتیق. ویبلغ عدد تلامیذ هذا النظام التعلیمی العتیق القائم على العلوم الدینیة والقرآن، 21 ألف و585 تلمیذ وتلمیذة، أکثر من 300 منهم یتابعون دراساتهم العلیا لما بعد الباکالوریا فی 6 جوامع ومعاهد متخصصة تمنحهم فی النهایة شهادة العالمیة. فیما یعود البعد الذکوری لیحضر بقوة فی هذا النوع من التعلیم، حیث لا تمثل الإناث سوى 14%.
وتلامیذ هذا النوع من التعلیم یستفیدون فی الغالب من ظروف أفضل مقارنة بنظرائهم فی التعلیم العصری، حیث یحصلون على منح وسکن إطعام مدرسی، حیث رصدت الوزارة سنة 2014، أکثر من 13 ملیون درهم لاقتناء المواد الغذائیة لفائدة تلامیذ وطلبة مؤسسات التعلیم العتیق، و6 ملایین درهم لاقتناء اللوازم المدرسیة والمکتبیة، وتزوید المتمدرسین والأطر التربویة بالمصادر والمراجع والکتب المدرسیة المقررة، ودعم المدارس بمواد التطهیر والتنظیف والغاز وأداء مستحقات الماء والکهرباء والهاتف الخاصة بهـا… فیما تضاعف عدد المؤطرین والمدرسین بمؤسسات التعلیم العتیق خلال ثلاث سنوات فی مواد العلوم الشرعیة واللغة العربیة واللغات الأجنبیة والمواد العلمیة ومواد التفتح العلمی، وانتقل من 1184 مؤطر إلى 2254.
المصدر: alyaoum24.com