وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أن 100 عالم من 36 جامعة فی إسبانیا والولایات المتحدة وفرنسا والمملکة المتحدة والبرتغال وإیرلندا وترکیا وتشیلی وألمانیا والمغرب، وقعوا على وثیقة مشترکة اتهموا فیها أسقفیة مدینة قرطبة فی إقلیم الأندلس الواقع جنوب اسبانیا، بالتقلیل من الأهمیة التاریخیة لـ "مسجد کاتدرائیة قرطبة".
وکانت الأسقفیة حذفت آخر العام الماضی کلمة مسجد من اسم النصب التاریخی الشهیر، مستبدلة إیاه بکاتدرائیة قرطبة، کما غیرت اللافتات فی الموقع السیاحی لتحمل عبارة "الأسقفیة ترحب بکم فی الکنیسة الکاتدرائیة".
واعتبر الباحثون أن "الأساس القانونی لتسجیل ملکیة النصب التاریخی باسم الأسقفیة ضعیف جداً، لأن الأمر الذی أصدره الملک الإسبانی فردیناندو الثالث عام 1236 لا یمکن اعتباره هبة ملکیة، بل هو إذن لکل من المجتمعین بحق الانتفاع والاستعمال فقط".
وصرح وزیر السیاحة فی حکومة الإقلیم، رفائیل رودریغز، إلى صحیفة "إلباییس" الإسبانیة أن "محاولة إخفاء حقیقة المسجد أمر غیر معقول"، مشبهاً الأمر "بمحاولة تسمیة قصر الحمراء قصر تشارلز الخامس".
وأضاف أن "الأسقفیة تعطی الأولویة للمعتقدات الدینیة على حساب المنطق السلیم والتاریخ الطبیعی للمبنى، وهذا لا یبدو لی معقولاً أو مقبولاً".
وأثارت الحادثة ضجة على مستوى الرأی العام، ما دفع نحو 400 ألف من الناشطین المدنیین إلى التقدم بعریضة للمطالبة باستعادة اسم "مسجد وکاتدرائیة قرطبة" على المبنى، وتحویل الإشراف علیه إلى سلطة قومیة بدلاً من الکنیسة الکاثولیکیة.
وأصدرت "المنظمة الإسلامیة للتربیة والعلوم والثقافة" بیاناً فی کانون الأول (دیسمبر) 2014 دانت فیه تغییر اسم المسجد، ووصفت ذلک بمحاولة "طمس معالم التاریخ الإسلامی فی الأندلس، واستفزازاً للمسلمین بعامة، وفی إسبانیا بخاصة".
وکان المسجد الذی بناه المسلمون فی القرن الثامن من أکبر معالم قرطبة التی أصبحت فی ذلک الوقت من أعظم مدن العالم بحیاتها الفکریة والثقافیة.
وعندما استعاد المسیحیون السیطرة على قرطبة فی القرن الـ 13، أقاموا کاتدرائیة وسط المسجد. وتتولى مسؤولیة المبنى الآن أسقفیة قرطبة التی بدأت تشیر الیه بوصفه کاتدرائیة قرطبة، بعدما کان اسمه الرسمی الذی وافقت علیه بلدیة المدینة "مسجد کاتدرائیة قرطبة".

المصدر: صحیفة "دیلی صباح" الترکیة