وتابع: کان المهاجرون الجدد ملتزمین بشعائرهم الدینیة فجاءت وفود من رجال
الدین لتلبیة حاجاتهم الدینیة، وتم بناء المساجد والمراکز الإسلامیة.
والسماح بدخول المسلمین الدول الأوروبیة أدّی إلی أن تأتی فرق ومذاهب
إسلامیة إلی هذه الدول، وکان بینها تسامح تارة وتعارض تارة أخری.
وأضاف أن الشرکات المتعددة القومیات أضطرت إلی نقل أنشطتها إلی آسیا ودول
الشرق بهدف خفض التکالیف، وتوظیف عاملین برواتب أقل، مما أدّی أن یفقد
المهاجرون عملهم، وتظهر مشاکل وصراعات دینیة وعنصریة فی أوروبا. وفی تلک
الفترة قدمت موجة جدیدة من المهاجرین الدول الأروبیة کان بینهم تکفیریون.
أوروبا تعیش أوضاعاً متأزمةً
وقال عبدالرحمن محلفی إن الدول الأوروبیة تعانی الیوم من أزمات إقتصادیة،
ومالیة، وأخلاقیة لایرضی منها أی أحد، والشعوب تبحث عن أسباب هذه المشاکل،
والساسة یتملصون من مهامهم، ویبحثون عن أسهل الطرق. وفی ظلّ هذه الظروف
الفوضویة یتمکن التکفیریون من خدع الشباب ممن یعیشون فی المناطق الفقیرة.
وأضاف أنه وفی ظلّ هذه الظروف تستطیع الجماعات التکفیریة المدعومة مالیاً
من السعودیة وقطر بسهولة إستقطاب المسلمین ممن فقدوا عملهم، وکذلک غیر
المسلمین من المجرمین ومضطربی العقول.
وأکد رئیس مجلس الإفتاء بأوروبا لمعاملات الحلال أن أعمال الجماعات
التکفیریة قدأثّرت کثیراً علی حیاة المسلمین فی أوروبا، مضیفاً أن أبناء
أوروبا یظنون أن ما یروج له داعش هو الإسلام إذ أنه یرتدی ملابس إسلامیة،
ویرفع شعار "ألله أکبر"، ولایعرفون أن عناصر داعش هم أنصار الشیطان.
وتابع: إنهم لیسوا معارضی وأعداء إسرائیل أو أمیرکا بل هم معارضوا
المسلمین، وإن شعائرهم أشبه بشعائر الیهودیة الکابالیة (فرقة یهودیة
متطرفة)، ویحاولون تقدیم صورة خاطئة عن الإسلام، وإثارة الرعب، وزعزعة
الأمن، وهدم الثقافة وکل الإنجازات العلمیة.
وقال عبد الرحمن محلفی فی ختام کلامه إن الرحمة تعتبر مفتاح نجاة البشریة،
وإذا حاولنا تحقیق الأهداف السامیة فإن الله ینزل رحمته الواسعة علینا،
مؤکداً أنه قدحان الوقت لنستیقظ، ونغیر أفکارنا، وننبذ الخلافات، ونسعی
لتحقیق الوحدة، وإتباع الإسلام الحقیقی بأداة العلم والعقل.