ایکنا

IQNA

"الإسلام والأدیان الأخرى" فی معرض بالیونان

22:03 - December 27, 2015
رمز الخبر: 3458750
أثینا ـ إکنا: من المحاولات الأمینة للتعرف على الأجانب، مبادرة المصور "تاسوس فریتوس" لتصویر وتوثیق أماکن العبادة التی أقامها الأجانب فی العاصمة أثینا وجوارها، حیث یستضیف متحف بیناکی معرضاً من ۴۰۰ صورة لدور العبادة تلک.
وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه لطالما شغلت الدیانات غیر الأرثوذوکسیة -لا سیما الإسلام- المهتمین بالأمور الدینیة والاجتماعیة فی الیونان، وطیلة وطوال السنوات الماضیة کُتبت مئات المقالات، وأقیمت عشرات المعارض والفعالیات التی تحکی عن المسلمین فی البلد، وعن سائر الدیانات والمذاهب التی کثیراً ما تبدو غریبة عن أهل البلد بأغلبیتهم الأرثوذوکسیة.

وینقسم المسلمون فی الیونان إلى أبناء البلد الذین یقیم أکثرهم فی منطقة طراقیا الغربیة شمال الیونان، والمهاجرین الذین جاؤوا للبلد خلال السنوات الثلاثین الماضیة بهدف العمل أو الدراسة أو الزواج واستقروا فیها.
وقد انخفضت أعداد المسلمین المهاجرین مؤخراً فی الیونان فی إطار هجرة الأجانب منها بشکل عام بسبب الأزمة الاقتصادیة التی تضربها بشکلٍ حادٍ منذ عام 2010، مخلفةً آلاف العاطلین عن العمل.
ومحاولات التعرف على الأجانب لم تکن دائماً صادقة وأمینة، فکثیراً ما خدَع إعلامیون یونانیون أفراداً من الجالیات الأجنبیة وأطلقوا علیهم أکاذیب وافتراءات عدیدة، الأمر الذی أسهم فی فقدان الثقة بالإعلام الیونانی عموماً.
ومن المحاولات الأمینة للتعرف على الأجانب، مبادرة المصور تاسوس فریتوس لتصویر وتوثیق أماکن العبادة التی أقامها الأجانب فی العاصمة أثینا وجوارها، حیث یستضیف متحف بیناکی معرضاً من 400 صورة لدور العبادة تلک.
وتم تمدید المعرض حتى نهایة شهر ینایر/کانون الثانی المقبل، وذلک نظراً للإقبال الکبیر الذی یشهده من شرائح مختلفة من المجتمع الیونانی ومن الجالیات الأجنبیة فی البلد، دون استبعاد عرضها لاحقاً فی أماکن أخرى.
والجمیل فی المعرض أنه کلما دخل الزائر قسماً لمعبدٍ ما، رافقته أصوات صلوات مسجلة من المعبد نفسه، بحیث یشعر کأنه فی زیارة للمکان نفسه. ویضم المعرض کتاباً ضخماً اشتمل على صورٍ کثیرة ونصوصٍ لکتّابٍ یونانیین وأوروبیین تعطی المزید من المعلومات عن الدیانات المذکورة.
ویذکر فریتوس أن المصلین فی المعابد المختلفة سمحوا له بالتصویر بحریة داخل معابدهم، وبالاقتراب منهم فی لحظات روحانیة خاصة، الأمر الذی شجعه على متابعة مشروع التصویر الذی لا یزال مستمراً منذ ثلاثة أعوام، حتى أصبح کفردٍ من جالیاتهم.
ویقر فریتوس أنه وجد المتعة فی عملیة التصویر نفسها وتعلم من الأشخاص الموجودین فی المعابد، ملاحظاً أنه رغم معاناة هؤلاء من البطالة والمشاکل الاقتصادیة فقد کان استقبالهم له حافلا ولم یلاحظ علیهم أی شکوى.
وتمّ توزیع دور العبادة فی المعرض بشکل یجعلها تختلط مع بعضها بعضا، ویمحو المسافات التی تباعدها فی الواقع، إذ إن المعابد فی أثینا موزعة جغرافیا على الأحیاء والمناطق.
ولا تعتبر دور العبادة فضاء لإقامة الصلوات، بل باتت أیضا -حسب فریتوس- أماکن لاجتماع أبناء الجالیات وأحادیثهم وطعامهم والتشاور فی ما یخصهم، وهی بالنسبة لهم "جزء من بلادهم الأصلیة".
ویوضح فریتوس أن الکثیر من أعضاء الجمعیات الثقافیة والمدارس زاروا المعرض الذی حظی باهتمام الإعلام المحلی والأوروبی.
ویضیف الفنان الیونانی أن أکثر عبارة یرددها الزوار الیونانیون للمعرض هو الشکر على أنهم عرفوا بوجود جیرانهم الأجانب، حیث یحرمهم صخب الحیاة الحدیثة من رؤیتهم، کما أن أبناء الجالیات الأجنبیة أنفسهم تعلموا عن بعضهم المزید من خلال المعرض.
وقال فریتوس إنه فی البدایة واجه فی بعض المواقف تردداً من القائمین على بعض المعابد، لکنه اعتبر الأمر طبیعیاً جداً وأرجعه إلى أن صحفیین محلیین زاروا تلک المعابد وأجروا لقاءات مع المسؤولین والمصلین فیها ثمّ حرفوا أقوالهم لاحقاً، کما أنهم یتعاملون باستخفاف مع معابد الجالیات الأجنبیة.
وقال: "أظهرتُ أکبر قدر من الاحترام لهم فی معابدهم. حتى آلة التصویر لم تکن تصدر صوتاً ولا ضوءًا لتجنب الإزعاج. تجنبت الاقتراب منهم عند التصویر، أو توجیه أسئلة مزعجة لهم، وهذا کان سبب نجاحی".

المصدر : الجزیرة نت

captcha