ایکنا

IQNA

قائد الثورة الاسلامیة:

هدف أعداء الیوم یتمثل فی افتعال حرب داخلیة بین المسلمین

21:32 - December 29, 2015
رمز الخبر: 3458754
طهران ـ إکنا: قال آیة الله السید علی الخامنئی ان هدف اعداء الیوم یتمثل فی افتعال حرب داخلیة بین المسلمین وقد نجحوا للاسف الى حد ما على هذا الصعید، محذراً من الدور الخطیر الذی تقوم به الولایات المتحدة.
وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه أضاف آیة الله السید علی الخامنئی خلال استقباله جمعاً من مسؤولی النظام وسفراء الدول الاسلامیة والضیوف المشارکین فی المؤتمر الدولی للوحدة الاسلامیة بمناسبة ذکرى مولد الرسول الاعظم (صلى الله علیه وآله) وحفیده الامام الصادق (سلام الله علیه): ان مسؤولیة الأمة الإسلامیة لا تقتصر على احیاء المولد النبوی وانما اطلاق أجواء جدیدة واقامة حضارة اسلامیة حدیثة.

وتساءل خلال اللقاء الذی تم فی حسینیة الامام الخمینی (رضوان الله تعالى علیه) فی طهران: لماذا یتحرى العالم الاسلامی الصمت حیال المأساة التی یتعرض لها شیخ مصلح وتقریبی ومؤمن فی نیجیریا؟
وبین آیة الله الخامنئی ان خطابه موجه لعلماء ومثقفی العالم الاسلامی الذین لا یعتبرون الغرب قبلتهم وانه لا یعول کثیراً على السیاسیین، وتابع آیة الله السید علی الخامنئی: الاعداء قاموا بتدمیر البلدان الاسلامیة سوریا والیمن ولیبیا الواحد تلو الاخر ویمارسون ضغوطهم على المسلمین بالبحرین.
واشار قائد الثورة الاسلامیة الایرانیة الى ان تناقضات الحضارة الغربیة تکشف الیوم عن نفسها وقد حان دور الاسلام لبناء حضارة اسلامیة معاصرة بعزیمة المسلمین.
وحذر قائد الثورة الاسلامیة الایرانیة من الدور الخطیر الذی تقوم به الولایات المتحدة لبث الفرقة بین المذاهب الإسلامیة معربا عن قلقه من استخدام واشنطن تعبیر السنة والشیعة فی خطابها السیاسی والاعلامی.
واکد سماحته ان الامیرکیین یعارضون الاسلام ذاته ولا یجب الانخداع بتصریحاتهم فی دعم بعض الفرق وقال ان تصریحات الرئیس الامیرکی السابق بعد حادثة 11 سبتمبر والذی تحدث عن حرب صلیبیة، تظهر فی الواقع حرب عالم الاستکبار علی الاسلام.
واضاف ان تصریحات المسؤولین الامیرکیین الحالیین بشان الموافقة علی الاسلام بانها تتعارض والواقع وهی مؤشر علی نفاقهم مؤکدا ان السلطات الحالیة الامیرکیة تعارض الاسلام اصلا وعلی النقیض مما تتفوه به فهی بصدد بث الخلافات بین المسلمین والمثال علی ذلک هو تاسیس المجموعات الارهابیة بما فیها داعش وفرق اخری اسست باموال التابعین لامیرکا ومساعداتهم السیاسیة وتسببوا بالکوارث الحالیة فی العالم الاسلامی.
واکد ایة الله خامنئی ان تصریحات المسؤولین الامیرکیین بموافقتهم علی السنة ومعارضتهم للشیعة، هی کذب وقال: الیس اهالی غزة الذین تعرضوا بتلک الطریقة للغزو والعدوان، هم سنة، والیس اهالی الضفة الغربیة الذین یخضعون للضغط، هم سنة.
واشار الی تصریحات سیاسی امیرکی من ان 'التوجه الاسلامی هو عدو امیرکا' مؤکدا انه لا فرق بین الشیعة والسنة بالنسبة للامیرکیین، لانهم یعارضون ای مسلم یرید العیش وفقا لاحکام وقوانین الاسلام وبذل الجهد فی هذا السبیل.
واعتبر القائد ان مشکلة الامیرکیین الرئیسیة مع المسلمین، هی تقیدهم  والتزامهم باحکام وتعالیم الاسلام والعمل علی ارساء الحضارة الاسلامیة وقال انه لهذا السبب، عندما بدات الصحوة الاسلامیة، انتابهم الارتباک والقلق وحاولوا احتوائها اذ نجحوا فی بعض البلدان لکن الصحوة الاسلامیة لا یمکن القضاء علیها وستبلغ اهدافها باذن الله تعالی.
وقال ان الهدف الرئیسی لجبهة الاستکبار یتمثل فی اثارة الحرب الاهلیة بین المسلمین وتدمیر البنی التحتیة للبلدان الاسلامیة بما فیها سوریة والیمن ولیبیا واضاف انه لا یجب اللجوء الی الصمت والاستسلام فی مقابل هذه المؤامرة بل یجب الوقوف بوجه المؤامرات فی ظل التحلی بالبصیرة وحفظ الاستقامة.
وانتقد القائد صمت العالم الاسلامی تجاه استمرار الضغط علی المسلمین البحرینیین وکذلک قرابة عام من قصف الیمن لیل نهار والوضع فی سوریة والعراق مشیرا الی القضایا الاخیرة فی نیجیریا وتساءل: لماذا نفذت هکذا کارثة بشان شیخ مصلح تقریبی ومؤمن وقتل نحو الف شخص وان یستشهد ابناؤه ویلوذ العالم الاسلامی بالصمت؟.
واکد قائد الثورة الاسلامیة انه عندما یعمل عالم القوة والمال علی وضع مخططات خطیرة للعالم الاسلامی فانه لا یحق لاحد الخلود الی النوم وعدم الانتباه للحقائق.
وقد قدم القائد فی مستهل کلمته  التهانی والتبریکات بذکری مولد نبی الاسلام العظیم (ص) والامام الصادق (ع) وقال ان اهم واجب یقع الیوم علی عاتق العالم الاسلامی لاسیما العلماء والمثقفین الحقیقیین هو 'العمل المجد والدؤوب' لبث الروح الحقیقیة للاسلام والمعنویة فی العالم الحالی الملئ بالظلم والتمییز والقسوة واکد ان الدور قد حان الیوم للعالم الاسلامی للاستفادة من العلم والادوات العالمیة وکذلک العقل والحکمة والتدبر والبصیرة للتحرک باتجاه بناء الحضارة الاسلامیة الحدیثة.
واضاف سماحته ان الحضارة الاسلامیة الحدیثة لا تعنی الاعتداء علی الاراضی والبلدان واهدار حقوق الناس وفرض الاخلاق والثقافة علی الشعوب ولا تشبه ما فعلته الحضارة الغربیة بل تعنی اهداء الفضیلة الالهیة للبشریة والتمهید لتشخیص المسار الصحیح علی ید الانسان نفسه.
واشار الی استخدام الغرب لعلم وفلسفة العالم الاسلامی لاقامة حضارته وقال ان هذه الحضارة ورغم انها قدمت مظاهر جمیلة من التکنولوجیا والسرعة والسهولة والادوات المختلفة للحیاة لکنها لم تجلب السعادة والعدالة للبشریة واصیبت بالتناقض بباطنها.
وقال القائد ان الحضارة الغربیة وبظاهرها المنمق والمزخرف اصبحت الیوم فاسدة اخلاقیا وخاویة معنویا الامر الذی یقر به الغربیون انفسهم.
واکد ایة الله خامنئی ان الدور قد حان الیوم للعالم الاسلامی لارساء دعائم الحضارة الاسلامیة الحدیثة وقال ان لا امل یعلق علی ساسة العالم الاسلامی لبلوغ هذا الهدف بل یتعین علی علماء الدین والمثقفین الحقیقیین الذین لایتخذون من الغرب قبلة لهم، ان یعملوا علی تنویر الامة الاسلامیة ولیعلموا بان بناء هذه الحضارة، امر قابل للتحقق.
واعتبر قائد الثورة ، الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة بانها نموذج لامکانیة نیل هذا الهدف الکبیر وقال ان ایران وقبل انتصار الثورة الاسلامیة کانت متخلفة علمیا وسیاسیا واجتماعیا وکانت منعزلة من الناحیة السیاسیة وتابعة بالکامل من ناحیة شؤون البلاد، لکن الشعب الایرانی اظهر الیوم وبفضل الاسلام، هویته وشخصیته وسجلت البلاد تقدما مهما فی المعرفة والتکنولوجیا والعلوم الحدیثة واصبحت ضمن عدد من البلدان المتمیزة فی هذه المجالات.
ورای ان هذا النموذج  یمکن تعمیمه علی العالم الاسلامی باسره مؤکدا ان نیل هذا الموقع رهن بقطع هیمنة القوی الکبری علی الشعوب وهذا له ثمنه ایضا لان نیل الاهداف الکبری لا یمکن من دون دفع ثمن.
واکد انه فی الحضارة الاسلامیة وعلی النقیض من الحضارة الغربیة فان ای بلد لا یخضع للهیمنة بالقوة موضحا ان نظرتنا لا یجب ان تکون متجهة نحو الغربیین فی بناء الحضارة الاسلامیة الحدیثة ولا یجب الاهتمام بابتساماتهم وتجهمهم بل یجب ان نستند الی طاقاتنا وقدراتنا للتحرک فی الطریق الصحیح.
واعتبر قائد الثورة ان احدی ادوات الاعداء للحد من بناء الحضارة الاسلامیة الحدیثة تتمثل فی بث الفرقة بین المسلمین وقال انه منذ ان اثیر موضوع الشیعة والسنة فی ادبیات السلطات والساسة الامیرکیین فان اهل الفهم واصحاب الرؤیة انتابهم القلق لانه کان واضحا ان هؤلاء یبحثون عن مؤامرة جدیدة واکثر خطرا من السابق.
وفی مستهل اللقاء، القى الرئیس الایرانی  حسن روحانی کلمة قدم فیها التهانی والتبریکات بذکری میلاد نبی الاسلام المکرم (ص) والامام الصادق (ع) وقال ان نبی الاسلام (ص) هو اسوة الاخلاق والطهر واضاف ان النبی محمد (ص) جاء بدرس الوحدة والاتحاد والاخوة للعالم.
وفی ختام اللقاء تحدث عدد من ضیوف مؤتمر الوحدة الاسلامیة مع قائد الثورة الاسلامیة عن قرب.

المصدر: العالم

captcha