ایکنا

IQNA

مسجد قرطبة الكبير خير مثال للعمارة الدينية لخلافة الأندلس

11:11 - March 08, 2016
رمز الخبر: 3459657
قرطبة ـ إکنا: المسجد الكبير في قرطبة ليس أقل مكانة في تاريخ الفن الإسلامي من المسجد الكبير في دمشق، والمسجد الكبير في القيروان، مسجد قرطبة لا يزال يثير إعجابنا حتى الآن.
من الفن الإسلامي مسجد قرطبة الكبير

وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أن المسجد الكبير في قرطبة ليس أقل مكانة في تاريخ الفن الإسلامي من المسجد الكبير في دمشق، والمسجد الكبير في القيروان، مسجد قرطبة الذي لا يزال يثير إعجابنا حتى الآن ليس من إنشاء حاكم واحد فقط، استمر توسعه خلال أكثر من مئتي سنة.

وتعاقب في الإشراف على عمارته أربعة حكام، وكان عبد الرحمن الداخل هو أول من أرسى أساسات العمارة الجديدة عام 169 للهجرة- 785 للميلاد، وكان المسجد يضم حرماً مسبوقاً بصحن كانت تقوم مئذنته على واجهته، وكان الحرم يضم أحد عشر جناحاً متعاقداً مع الجدار القبلي، على نسق الأجنحة في الجامع الأقصى، إلا أنه لم يكن هناك قبة فوق المحراب، وكان الجناح الأوسط أكثر عرضاً من غيره، وكانت الأقواس تستند على أعمدة مستعارة من أبنية قديمة، كما هو شأن أعمدة مسجد القيروان، غير أن المعمار ورغبة منه في تعلية سقوف الحرم دون أن يعرض للخطر ثبات الدعائم، لجأ إلى طريقة مختلفة عن تلك التي كان المعمار القيرواني قد لجأ إليها.
 
لقد حملت التيجان المغطاة بوسادة عريضة عدا الأقواس عضائد خفيفة، تقوم بين أطراف الأقواس، ويوجد بين هذه العضائد طابق آخر من الأقواس يسند السقف، ولا يقوم أي جدار بين صفي الأقواس.
 
وإن البناء الذي أقامه عبد الرحمن الأول أصبح غير كافٍ لحاجات الناس، فوسع عبد الرحمن الثاني عام 234 للهجرة- 848 للميلاد المسجد باتجاه القبلة، وبذلك أرجع جدار القبلة إلى أكثر من خمسة وعشرين متراً، ثم أزيح جدار القبلة من جديد في عهد (( الحكم الثاني)) 350-366 للهجرة خمسين متراً، فتشكل مسجد جديد تقريباً، وربما استلهم المعماريون الأندلسيون من مسجد القيروان إقامة جناح مركزي يحمل قبة في كل من نهايته، وكانت القبتان تحويان أقواساً متصالبة تجتاح المدى المعدّ للتغطية، ومحددة مضلعاً مركزياً كانت تقوم عليه قلنسوة نصف كروية، وأساس هذه القباب المعرّقة إيراني، فمنذ بداية العهد الساساني كانت بلاد فارس تستخدم الأقواس المشبّكة، وتغطي الفسيفساء ذات الخلفية الذهبية سقف القبة وإطار المجاز والأبواب المجاورة له، ولعل (( الحكم الثاني)) طلب من امبراطور بيزنطة أن يوفر له فناناً قادراً على تنفيذ العمل مصحوباً بالمواد اللازمة, وجاء الفسيفسائي ودرّب الطلاب الذين لم يلبثوا أن وصلوا إلى مستوى معلّمهم.
 
وفي عام 377 للهجرة -987 للميلاد قام الوزير ابن أبي عامر الملقب بالمنصور بتوسيع المسجد من ناحية الشرق بما يقارب الثلثين مضيفاً بذلك ثماني أجنحة عرضانية كما زاد من اتساع الصحن بعرض مماثل وكان مسجد قرطبة الكبير خير مثال للعمارة الدينية لخلافة الأندلس.

من الفن الإسلامي مسجد قرطبة الكبير

المصدر: الفداء
کلمات دلیلیة: قرطبة ، المسجد ، الکبیر ، الأندلس ، العمارة
captcha