ایکنا

IQNA

النساء المسلمات ضحايا تمييز مزدوج في بريطانيا

8:52 - May 29, 2016
رمز الخبر: 3460513
لندن ـ إکنا: كشفت دراسة حديثة أن النساء المسلمات في بريطانيا ضحايا تمييز مزدوج، بسبب الدين ونوع الجنس، مؤكدة تعرض العديد منهن إلى المضايقات والتعنيف.
النساء المسلمات في بريطانيا يتعرضن لنوعين من العنصرية: العرقية والدينية

وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) أنه توصلت هذه الدراسة إلى أن النساء المسلمات يواجهن عواقب كثيرة في أماكن عملهنّ، بما في ذلك التمييز في امتيازات الحمل، والفوارق في الأجور، والتنميط العنصري في ترشحهم للوظائف.

وقام بهذه الدراسة كل من الشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية والمجموعة البريطانية "فايث ماتر" بهدف دراسة تأثير التغيرات الاجتماعية على المرأة المسلمة، وحملت الدراسة عنوان "النساء المنسيات: تأثير الخوف الشديد من الإسلام على النساء المسلمات في المملكة المتحدة".

وأثبتت الدراسة أن النساء المسلمات المتخرجات يجدن صعوبة أكبر من النساء المسيحيات المتخرجات من نفس المستوى في العثور على وظيفة مناسبة في بريطانيا، ويتلقين عدداً أقل من الإجابات عند إرسالهم لسيرتهن الذاتية عن طريق الإنترنت. وذكرت الدراسة أن 1 من بين 8 نساء مسلمات وقع استجوابهن وُجهت إليهن أسئلة من المشغل خلال مقابلة العمل عما إذا كنّ يخططن للزواج وإنجاب أطفال، بينما لم يوجه نفس السؤال سوى لامرأة واحدة من بين كل 30 امرأة غير مسلمة.

من جهة أخرى، أثبتت الدراسة أنّ 1 من 4 مشغلين في بريطانيا ذكروا أنهم سيكونون مترددين في توظيف امرأة مسلمة، بسبب اعتقادهم أنّ تربية الأطفال ستمثل مشكلة حقيقة بالنسبة لهن بناء على فرضيات ثقافية وقوالب نمطية.

وتعتقد 43 في المائة من النساء المسلمات يشعرن أنهن يتعرضن لمعاملة مختلفة أو يتعرضن للتمييز العنصري خلال مقابلات التوظيف، وترتفع هذه النسبة لدى النساء اللاتي ترتدين الحجاب، حيث كشفت الدراسة أن 50 في المائة من النساء اللاتي يرتدين الحجاب يشعرن أنهن خسرن فرصا ثمينة في حياتهن بسبب التمييز الديني، ضد المرأة المسلمة التي ترتدي الحجاب.

ويمثل الحجاب رمزاً دينياً واضحاً يميز النساء المسلمات، ولذلك نجدهن أكثر عرضة للتمييز من النساء اللاتي ينتمين لمعتقدات أخرى، والتي تبدو دياناتهم أقل وضوحاً من خلال ملابسهن.

كما يمثل العنف اللفظي أبرز المشاكل الشائعة التي تواجه النساء المسلمات في الأماكن العامة، وقد تعرض عدد منهن لمضايقات لفظية عديدة، وأحياناً يتعرضن لمحاولات نزع الحجاب عن رؤوسهن من طرف الغرباء في الأماكن العامة، وهو ما أصبح أكثر شيوعاً بعد الأحداث الإرهابية في بروكسيل وباريس.

ولم يقتصر تعرض النساء المسلمات للعنف على أماكن العمل، والأماكن العمومية، بل شمل أيضا مواقع الإنترنت، وقد رصدت الدراسة حالات عديدة تثبت تعرض النساء المسلمات للعنف اللفظي بسبب لباسهن، وتحديداً الحجاب.

وذكرت الدراسة أنّ النساء المسلمات يتعرضن لأشكال مختلفة من العنف، خلال بحثهن عن وظيفة، أو خلال ترقيهن في وظائفهن الحالية، وعملية تحديد الأجور. وتستند هذه المواقف من النساء المسلمات على مركب من التمييز العرقي، والديني، والإثني.

وتكون الهوية الدينية للنساء المسلمات غالباً أكثر وضوحاً من الرجال، بسبب ملابسهن، وهو ما يجعلهن أكثر عرضة للهجمات. وعادة ما تحدث هذه الهجمات في الأماكن العامة، التي تتعرض فيها النساء لعنف لفظي أو جسدي من خلال "البصق عليهن" أو جذب ملابسهن بهدف كشفهن في الأماكن العامة.

وذكرت نائبة حزب العمال البريطاني، توليب صدّيق، أنّ الدراسة كشفت عن حقيقة أنّ التمييز الديني والخوف من الإسلام تمثل قضايا رئيسية وعاجلة يجب التعامل معها. وأضافت أنّ تعرض النساء المسلمات للتميز خلال بحثهن عن وظيفة أمر لا يثير الاستغراب.

وتتعرض النساء المسلمات إلى أشكال أخرى من التمييز الجنسي، سببها الأحكام المسبقة التي تقوم على مفاهيم خاطئة حول المعتقدات الدينية للمسلمات، والصورة النمطية السيئة التي يحملها المجتمع عن الحجاب والمعتقدات الدينية للنساء المسلمات.

ذكرت صدّيق أن "الحركات السياسية، وحركات العدالة الاجتماعية، بما في ذلك الحركات النسوية، يجب ألا تقصي النساء المسلمات من برامجها، فبعض الأطراف السياسية تعمل على إقصاء الأقليات من النساء المسلمات من العمل النسوي، الذي يجب أن يضم كل النساء بغض النظر عن انتمائهن أو عقيدتهن.

وأضافت صدّيق أن مهمة الحكومة البريطانية تتمثل في ضمان شمولية الأطر القانونية بطريقة لا تقصي النساء المسلمات، وذلك بهدف تفادي الكيل بمكيالين في التعامل مع التمييز أو العنف في المجتمع البريطاني، ولذلك يجب على القانون المنظم للعمل عدم إقصاء أي طرف، وضمان توفير الحماية لكل العمال.

ويبلغ عدد المسلمين في المملكة المتحدة ما يقارب 2.7 مليون نسمة، من بينهم نسبة كبيرة من الشباب، ما جعلهم يتجاوزن معدل الشباب في المملكة المتحدة.

المصدر: www.ewan24.net

captcha