وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، صرح الدكتور محمود الضبع، رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية في مصر بأن قسم الترميم بالدار انتهى من ترميم مصحف السيدة نفيسة، وهو واحد من أشهر وأندر المصاحف التي تقتنيها الدار، وأنه جاري الآن عمل دراسة عن تاريخ المصحف، الذي انتقل من مسجد السيدة نفيسة إلى الدار في عام 1878 تقريبًا.

ويذكر أن السيدة نفيسة، كريمة الدارين، عابدة.. زاهدة.. قانتة لله.. مُجابة الدعوة.. اجتهدت بالعبادة حتى أكرمها الله بكرامات عديدة.. فهي السيدة المكرمة الصالحة ابنة أمير المؤمنين الحسن بن زيد بن سبط النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحسن بن علي(عليهما السلام) العلويّة الحسنية، صاحبة المشهد الكبير المشهور في القاهرة، وقال عنها الإمام الذهبي رحمه الله: "كانت من الصالحات العوابد".

يشار إلى أن السيدة نفيسة أصابها المرض في شهر رجب سنة (208هـ)، وظلَّ يشتَدّ ويقوَى وبلغ أقصَاه، وأقعدَها عن الحركة، فأحضَروا لها الطبيبَ فأمرها بالفِطر، فقالت: "واعجبًا، منذ ثلاثين سنة أسأل الله تعالى أن ألقاه وأنا صائمة، أأفطر الآن؟! هذا لا يكون". ثم راحت تقرأ بخشوع من سورة الأنعام، حتى وصلت إلى قوله تعالى: {لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 127] فغُشي عليها.

تقول زينب، بنت أخيها، فضممتُها إلى صدري، فتشهدت شهادة الحق، وصعدت روحها إلى باريها في السماء. فبكاها أهل مصر، وحزنوا لموتها حزنًا شديدًا، وأراد زوجها أن ينقلها إلى البقيع عند جدّها صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن أهل مصر تمسّكوا بها وطلبوا منه أن يدفنها عندهم فأَبَى، ثم رأى في منامه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يأمر بذلك، فدفنها في قبرها الذي حفرته بنفسها في مصر. وكان يومُ دفنِها يومًا مشهودًا ازدحَم فيه الناسُ ازدحامًا شديدًا.

المصدر: الدستور