ایکنا

IQNA

محمود خليل الحصري.. سفير القرآن الدائم

12:59 - September 16, 2017
رمز الخبر: 3465962
القاهرة ـ إکنا: يحتفل المسلمون بالذكرى المئوية لميلاد أعظم من قرأ القرآن الكريم في مصر والعالم الإسلامي، الشيخ محمود خليل الحصري، المولود في غرة ذي الحجة سنة 1335 هـ، الموافق 17 سبتمبر من عام 1917، في قرية شبرا النملة، التابعة لطنطا بمحافظة "الغربية" المصرية.
محمود خليل الحصري.. سفير القرآن الدائم
وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، وجد الشيخ الراحل ضالته إلى حفظ القرآن في سن الرابعة بعد أن أدخله والده أحد الكتاتيب بقرية شبرا النملة التي انتقل إليها قادماً من الفيوم، ليتم الحفظ في الثامنة من عمره، حيث كان يذهب من قريته إلى المسجد الأحمدي بطنطا يومياً ليحفظ القرآن، وفي الثانية عشر انضم إلى المعهد الديني في طنطا، ثم تعلم القراءات العشر بعد ذلك في الأزهر.

ونال "الحصري" شهاداته في علم القراءات ليتفرغ بعدها لدراسة علوم القرآن لما كان لديه من صوت متميز وأداء حسن، وتقدم عام 1944م إلى امتحان الإذاعة وكان ترتيبه الأول على المتقدمين للامتحان في الإذاعة، ثم عين في عام 1950م قارئاً للمسجد الأحمدي بطنطا، ومنه إلى مسجد الحسين بالقاهرة.

وأدرك الشيخ الحصري منذ وقت مبكر أهمية تجويد القرآن في فهم القرآن وتوصيل رسالته، فالقراءة عنده علم وأصول؛ فهو يرى أن ترتيل القرآن يجسد المفردات القرآنية تجسيداً حياً، ومن ثَمَّ يجسد مدلولها التي ترمي إليها تلك المفردات، كما أن ترتيل القرآن يضع القارئ في مواجهة عقلانية مع النص القرآني، تُشعر القارئ له بالمسؤولية الملقاة على عاتقه.

كان الإمام الراحل أول من سجل المصحف الصوتي المرتل برواية حفص عن عاصم وذلك في عام 1961، كما أنه في طليعة من نادى بإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم، ترعى مصالحهم وتضمن لهم سبل العيش الكريم، كما نادى بضرورة إنشاء مكاتب لتحفيظ القرآن في جميع المدن والقرى، وقام هو بتشييد مسجد ومكتب للتحفيظ بالقاهرة. 

وسجل الحصري القرآن بروايات عدة كان أبرزها "رواية حفص عن عاصم، ورش عن نافع، قالون الدوري عن أبي عمرو البصري، ويعد تسجيله للقرآن المعلم كأحد المدارس في طريقة تعليم الأطفال والكبار طريقة التلاوة علامة مضيئة ومحفورة في الذاكرة تميز الشيخ الراحل عبر الزمان والمكان من بين ملايين القراء، كما أنه يعد سفير القرآن الأول بلا منازع حيث كان في طليعة من سافروا للقراءة خارج مصر في الأمم المتحدة، القصر الملكي بلندن، البيت الأبيض، وقاعة الكونجرس الأمريكي.

وللشيخ مؤلفات عده أبرزها،"أحكام قراءة القرآن الكريم، القراءات العشر من الشاطبية والدرة، معالم الاهتداء إلى معرفة الوقف والابتداء، الفتح الكبير في الاستعاذه والتكبير، أحسن الأثر في تاريخ القراء الأربعة عشر، مع القرآن الكريم، قراءة ورش عن نافع المدني، قراءة الدوري عن أبى عمرو البصري، النهج الجديد في علم التجويد، ورحلاتي في الإسلام".

ومنحته الدولة وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في عيد العلم عام 1967، ليكون رحيله مساء يوم الاثنين 16 محرم سنة 1401 هـ الموافق 24 نوفمبر 1980، بعد رحلة عطاء مع كتاب الله قرابة خمسة وخمسين عامًا.

المصدر: البوابة نيوز
captcha