ایکنا

IQNA

العهدة النبوية؛ أول وثيقة في العالم تضع مبادئ احترام الأديان

16:16 - September 24, 2017
رمز الخبر: 3466072
القاهرة ـ إکنا: أكد الباحث المصري، "الدكتور عبدالرحيم ريحان" أن العهدة النبوية هي أول وثيقة فى العالم تضع مبادئ احترام الأديان والمقدسات ونشر رسالة السلام.
العهدة النبوية؛ أول وثيقة في العالم تضع مبادئ احترام الأديان
وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، قال الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوجه بحري وسيناء بوزارة الآثار المصرية فى ذكرى الهجرة النبوية ويوم السلام العالمي أن منبر الحضارة قد كشف عن مضمون الوثيقة النبوية وأسباب كتابتها ويؤكد صحتها وهي عهد الأمان لأهل الكتاب من رسول الله(ص) يؤمنهم فيه على أرواحهم وأموالهم ومقدساتهم والمحفوظة صورة منه بمكتبة دير "سانت كاترين"(جنوب سيناء مصر) بعد أن أخذ السلطان سليم الأول النسخة الأصلية عند فتحه لمصر 1517م وحملها إلى آستانة وترك لرهبان الدير صورة معتمدة من هذا العهد مع ترجمتها للتركية وهي أول وثيقة تضع نظاماً لحرية الإدارة الكنسية بكل أنواعها سواءً فى الأسقفية أو الكاتدرائية أو المطرانية الخاصة بالأديرة أو حتى المتعبد داخل صومعته وحددت ذلك بوضوح "لا يغير أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا حبيس من صومعته".

وأوضح ريحان أن العهدة وضعت أسساً لحماية المقدسات المسيحية والمساعدة فى ترميمها بمنع التعدى على المقدسات المسيحية ولو تهدمت هذه المقدسات نتيجة عوامل أخرى يحظر على المسلم استخدام أحجارها فى بناء المساجد ومنازل المسلمين مما يعنى تركها لإعادة استخدامها فى أعمال الترميم "ولا يهدم بيت من بيوت كنائسهم وبيعهم ولا يدخل شئ من بناء كنايسهم فى بناء مسجد ولا فى منازل المسلمين".

وأضاف مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوجه بحري وسيناء بوزارة الآثار لقد أشارت العهدة لسبب ذلك فى جملة أخرى "ويعاونوا على مرمة بيعهم وصوامعهم ويكون ذلك معونة لهم على دينهم وأن مبادئ الوثيقة تتضمن مجادلة أهل الكتاب بالحسنى وأوجب على المسلمين حمايتهم وكان الرهبان فى الأديرة هم المسئولون عن حماية أنفسهم قبل الإسلام لذلك أنشئت الأديرة محصّنة لدرجة أن بعض المؤرخين كتب عنها كحصون وليست أديرة وبعد الإسلام وجب على المسلمين حمايتهم "ولا يجادلوا إلاّ بالتى هي أحسن ويخفض لهم جناح الرحمة ويكف عنهم أذى المكروه حيث ما كانوا وحيث ما حلوا " وفى جملة أخرى "المسلمين يذبوا عنهم" أي يدافعوا عنهم  وأن أسباب كتابة هذه الوثيقة الذي كتبها الامام على(ع) فى مسجد النبي(ص) حين أرسل النبي محمد صلّى الله عليه وآله وسلم كتبه إلى الملوك والأمراء مثل كسرى وقيصر والمقوقس نائب الرومان فى مصر يدعوهم للإسلام وأن المقوقس أكرم مندوب النبي(ص) وزوده بالهدايا إلى النبي وليس لمندوب النبى(ص) طريق مختصر إلى مصر سوى طريق سيناء المار بدير سانت كاترين وأن رهبان الدير قد احتاطوا لأنفسهم وأرسلوا معه وفدًا يطلع النبي(ص) على حال ديرهم ويطلب منه العهد تأمينًا للطريق وصيانة لديرهم ومصالحهم.

وأكد ريحان علي صحة العهدة النبوية حيث أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قد حبب إليه النسك والزهد وكان كثيرًا ما يذهب إلى غار حراء قرب مكة ليتعبد حتى بعث للناس بشيرًا ونذيرًا لذلك كان يميل إلى الرهبان والنسّاك ويوصى بهم خيرًا كما جرت عادة النبى(ص) وخلفائه من بعده إعطاء العهود للمسيحيين ومعاملتهم بروح التسامح ومنها عهد النبي(ص) لأهل أيلة كما أن رهبان سيناء قد سكنوا أرضًا يقدسها اليهود والمسيحيون والمسلمون كما أن بعض التفاسير تذكر زيارة النبى(ص) لجبل طور سيناء فى رحلة الإسراء والمعراج كما أن سلاطين المسلمين أقرّوا هذه الامتيازات المبينة فى العهدة النبوية وذكروها فى فرماناتهم ومنشوراتهم لمطارنة الدير بل ذكروا إنما أعطوهم هذه الامتيازات بناءً على العهد الذي أخذوه عن النبي(ص) وأيده الخلفاء الراشدون كما أنه لا يعقل أن قومًا مستضعفين كرهبان سيناء يقدمون فى وسط بلاد إسلامية على اختلاق عهد على لسان نبى الإسلام لا أصل له ويطلبون فيه من السلاطين المسلمين الامتيازات الجمة بل لو أقدم رهبان سيناء على مثل هذا العمل فلا يعقل أن سلاطين المسلمين من عهد الخلفاء الراشدين إلى هذا العهد يقرّون رهبان سيناء على ما اختلقوه ويمنحوهم من الامتيازات ما فيه خسارة لبيت المال بدون تثبّت أو تحقيق عن الأصل.

ويطالب منبر الحضارة بتدريس العهدة النبوية وإلقاء الضوء عليها فى كل المؤتمرات العالمية الخاصة بالسلام وتلاقى الأديان لأن إقرار مبادئ احترام الأديان والمقدسات والأقليات هو الأساس لنشر السلام والقضاء على الإرهاب فى العالم.

المصدر: صدى العرب
captcha