وأفادت
وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، حسب صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، فقد علّق «رشدى»، البالغ من العمر نحو ٧٠ عامًا، والفائز بجائزة «البوكر»، تعليقات استفزازية ومباشرة حول السرد فى القرآن الكريم، وقال إن المصحف كتاب غير ممتع، مؤكداً أنه لا يستطيع أن يقرأه.
وبعد مرور ما يقرب من ٣٠ عامًا على نشر روايته الأشهر «آيات شيطانية»، التى تم منعها فى أكثر من دولة، واختبأ بسببها أكثر من عقد من الزمن بعد تكفيره وإهدار دمه، ها هو «رشدى» يعود إلى سيرته السيئة، بتصريحاته الأخيرة عن القرآن.
فقد تطاول «رشدى» على القرآن الكريم، قائلاً: «إنه ليس كتابًا ممتعًا، لأن معظمه ليس روائيًا، والفرق كبير بين العهد القديم والعهد الجديد من جانب، والقرآن من جانب آخر، حيث إنه أقل سردًا منهما، فنحو ربع القرآن قصص تاريخية معروفة فى العصور السابقة».
وتابع كلامه: «ثلث القرآن يتحدث عن العذاب والويلات ضد الكافر، وكيف سيكون فى الجحيم، والثلث الآخر منه يتعلق بالقوانين والقواعد والضوابط والسلوكيات، وكيفية التصرف فى مجالات الحياة».
ويواصل حديثه: «العالم سيكون مكانًا أفضل من دون أى دين، لأنه من العبث أن يتم قتل الناس بسبب الأديان».
ووفقًا للصحيفة، فقد قضى «رشدى» معظم عمره تحت حماية الشرطة على مدار ٢٤ ساعة، بعد نشر رواية «آيات شيطانية» عام ١٩٨٨، التى كانت مستوحاة جزئيًا من حياة النبى الكريم محمد(ص)، وأدت إلى إثارة احتجاجات فى جميع أنحاء العالم الإسلامى، بعد أن أساء للنبى الكريم وسخر من المعتقدات الإسلامية، ما أدى أيضًا إلى صدور فتوى من مؤسس الثورة الاسلامية في ايران الامام الخمينى(رض) فى فبراير ١٩٨٩، بهدر دمه، وأيضًا وضع الكثيرون ثمنًا لرأسه عام ٢٠٠٧، فتم عرض مكافأة تصل إلى مليون دولار أمريكى لمن يستطيع قتله.
ولا يزال «رشدى» تحت الحراسة حتى الآن، فى واحدة من عمليات الحماية والحراسة الأكثر تكليفًا فى بريطانيا.
والغريب أن «رشدى» قدم اعتذارًا فى إيران عام ١٩٩٠، تم رفضه، والسؤال هو: «إذا كان يؤمن بما يقول أو يكتب لماذا قدم اعتذارًا؟»، ومن بعدها أيضًا هاجم الإسلام زاعمًا أنه مشروع للاستبداد وغير عادل، ويؤدى إلى تجميد وجهة نظر معينة.
وشارك «رشدى» فى مهرجان «شلتنهام»، بعد أن نشر روايته الأخيرة «البيت الذهبى» فى مدينة نيويورك، التى تركز على رئاسة دونالد ترامب، وهى استعارة مكنية عن «البيت الأبيض».
وتأتى تصريحات «رشدى» المثيرة للجدل بالتزامن مع سخرية الإعلامى والكوميديان الأمريكى لارى ديفيد، منه، فى حلقة من حلقات البرنامج الشهير «ستر داى نايت» على شبكة «آى بى سى» نيوز، حيث سخر من الفتوى الإيرانية بإهدار دمه، ما دفع «رشدى» للرد عليه، واصفًا إياه بأنه يريد أن «يقدم محتوى مضحكًا لجماهير برنامجه على حساب التقليل من فداحة فتوى القتل الإيرانية، على الرغم من أن الفتوى لا تزال قائمة وخطيرة وحياتى تحت الخطر».
ولكن فى نفس الوقت، قال رشدى: «إن السخرية أدت إلى المساعدة أيضًا فى إزالة وصمة العار حول كتابى آيات شيطانية».
والمعروف عن عروض «لارى ديفيد» أنها ليست غريبة عن إثارة السخرية والنكات حول الاختلافات الدينية أو العرقية، حتى إنه عادة ما يثير الكثير من السخرية حول الفلسطينيين والإسرائيليين، لدرجة أن أستاذ القانون «آلان ديرشويتز» أرسل الحلقة التى سخر فيها من الفلسطينيين والإسرائيليين بعد وقت قصير من بثها إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على أمل أن يلهمه بعقد قمة مع رئيس فلسطين محمود عباس أبومازن، وإيجاد سبيل للسلام.. وتأتى هجمات «رشدى» على القرآن، وسخرية «لارى ديفيد» من الفتاوى الإسلامية، فى الوقت الذى تتزايد فيه الكراهية تجاه الإسلام فى بريطانيا.
وقد نشرت صحيفة «الإندبندنت» أمس الإثنين، إحصاءات حديثة حول تصاعد جرائم الكراهية التى تستهدف المساجد فى جميع أنحاء المملكة المتحدة، التى وصلت إلى أكثر من الضعف ما بين عامى ٢٠١٦ و٢٠١٧، وقد سجلت الشرطة حوالى ١١٠ من جرائم الكراهية ضد المساجد فى الفترة من مارس إلى يوليو من العام الجارى، وذلك بارتفاع يصل إلى ٤٧٪ خلال نفس الفترة من العام الماضى.
المصدر: الدستور