وفى حلقة جديدة من سلسلة حلقات أبناء القراء فى دولة التلاوة الحديثة، التقة موقع "الیوم السابع" المصري الشيخ "محمود"، نجل الشيخ الراحل السعيد عبد الصمد الزناتى" الذى يحاول أن يصبو لشهرة والده، التى حققها فى العصر الذهبى لقراء القرآن الكريم، من أمثال الشيخ مصطفى اسماعيل والشيخ المنشاوى وعبد الباسط عبد الصمد.
فى البداية تربيت فى بيت ربه قارئاً للقرآن الكريم.. كيف كانت النشأة؟
  
ولدت عام 1968 فى كفر شكر بالقليوبيه، وتعلقت منذ الصغر بالقرآن الكريم، وسماعه خاصة من والدى، وحفظت القرآن وانا سنى 14 سنة، فى كٌتاب القرية، ثم تعلمت أحكام التلاوة على يد أحد المشايخ فى قريتى، وحصلت على الثانوية الأزهرية ولم أكمل دراستى.
 
ولماذا لم تكمل دراستك؟
 
وفى الحقيقة كما يقول المثل الشعبى صاحب بالين كذاب، وأنا فى هذه الفترة كنت قد تعلقت بالقرآن الكريم، وإحياء حفلات، وكان من الصعب أن أٌكمل دراستى، وأنا الآن مقيم شعائر فى الأوقاف المصرية.
ومتى كانت بداية اكتشاف الموهبة؟

ومنذ صغرى كنت أحب الاستماع لوالدى ومحاولة تقليده، وأنا فى سن 7 سنوات، كنت مع والدى والشيخ مصطفى اسماعيل والشيخ نصر الدين طوبار، فى أمسية دينية ليلة 27 رمضان فى استراحة الرئيس السادات بالإسماعيلية، حيث أفطرنا هناك، فطلب الشيخ مصطفى اسماعيل منى أن أتلو أمامه وقرأت من سورة النصر، فأعجب بالتلاوة وأعطانى 5 جنيهات، ومن بعدها بدأت أقيم الأذان فى مسجد القرية وأقرأ السورة يوم الجمعة، وكنت أذهب مع والدى للحفلات التى يحيها وأتلو معه ما تيسر.
 
ومتى كانت أول دعوة رسمية للشيخ محمود الزناتى للتلاوة؟
  
وكانت فى مارس عام 1990، فى قرية ميت يعيش فى الدقهلية، وكانت بعد وفاة والدى بأسبوع، كان مأتم وتقاضيت وقتها 60 جنيها.
 
وهل التحقت بإذاعة القرآن الكريم؟
 
وتقدمت للإذاعة فى عام 2011 وتم اعتمادى بها، بعد اجتيازى الاختبارات، وأنا الآن فى طريقى لبدء التسجيلات.
موقف لا تنساه؟
 
وأحد المواقف التى لا تنسى أن الشيخ مصطفى اسماعيل كان ضيفًا فى برنامج النادى الدولى، وسأله مقدم البرنامج الفنان سمير صبرى، عن الشيخ الذى ربما يعيد صورة الشيخ مصطفى اسماعيل، فقال له:"فيه ولد طالع اعتقد سيكون خلفى اسمه "محمود السعيد عبد الصمد الزناتى".
 
وهل تذكر لنا موقفًا حدث معك مع الجمهور؟

وكان هناك فتوح من الله علىّ، فى مأتم بالشرقية، وفى الختام من المعروف أن القارئ يتلو ربع ساعة أو ثلث ساعة على الأكثر، لكننى من كثرة إعجاب الناس وطلبهم الاستزادة قرأت أكثر من ساعة، الأغرب أننى بعدما نزلت من دكة التلاوة حملنى الناس إليها مرة أخرى لأقرأ مجددًا.

موقف آخر لا أنساه، هو أن أحد رجال الأعمال فى الكويت، أرسل إلي وطلب منى أن يحتكر تلاواتى وتلاوات والدى مقابل شيك على بياض لكننى رفضت وقلت له التلاوات للكل، فنحن نعتبرها صدقة جارية على أرواحنا.
ما أكثر ما تعلمته من الزناتى الأب؟
 
وتعلمت منه أن يتواضع مع جميع الطبقات، وأن أكون مهندم، فقد كان نزيها جداً فى ملابسه، وتعلمت منه أن أقرأ القرآن بخشوع وخشية فكان يقول لى أنه إذا قرأت بخشوع وأحسست بما أتلو فسيصل حتماً للناس.
 
لمن من المقرئين تحب الاستماع غير والدك؟
  
وأٌحب الاستماع إلى الشيخ مصطفى اسماعيل والشيخ محمود على البنا، والشيخ محمد صديق المنشاوى، والشيخ الحصرى والشيخ كامل يوسف البهتيمى، وآخر هذه المدارس الشيخ محمد محمود الطبلاوى.
هل يمكننا القول بأنك تسير فى مدرسة السعيد الزناتى؟
 
وأنا أرى أنه خاب وخسر من لم يتعلم من الرعيل الأول أمثال والدى والشيخ مصطفى اسماعيل وعبد الباسط عبد الصمد ومحمد صديق المنشاوى، وغيرهم، وأنا متشبع من والدى والشيخ مصطفى اسماعيل، لكننى أحاول دائما أن أترك بصمة خاصة بى.
هل دعيت للتلاوة خارج مصر؟
  
نعم سافرت لدول كثيرة منها "العراق، وايران، وباكستان، والهند، والسعودية".
 
حدثنا عن أبنائك ومنهجك فى تربيتهم؟
  
وابنى الأكبر "السعيد"، مهندس، ومصطفى محامى، ونور فى الإعدادى، وآخرهم أحمد فى الحضانة، وأربيهم على القرآن الكريم وجميعهم يحفظونه، وأتوسم فى أصغرهم أن يرثنى فى التلاوة لأنه متعلق بالقرآن الكريم مثلما كنت أنا.