ایکنا

IQNA

الأزهر يوثق جرائم الاغتصاب الجماعي لنساء الروهنغيا

12:37 - December 09, 2017
رمز الخبر: 3467028
القاهرة ـ إکنا: طالب الأزهر الشريف جموع قادة العالم والقائمين على المنظمات الحقوقية التي تتبنى حقوق الإنسان بالتدخل لحل أزمة مسلمي الروهنغيا، والتي لا تزال شاهدة على موت الضمير العالمي الذي اعتاد سياسة الكيل بمكيالين؛ بمآسي متلاحقة، وحوادث يندى لها الجبين.
مرصد الأزهر يوثق جرائم الاغتصاب الجماعي لنساء الروهنغيا
وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، أكد مرصد الأزهر في تقرير له أن التقارير الدولية المنشورة تعكس حياة لا يتصور أن تكون حياة بشر، وما يتضمنه من حالات تعذيب للنساء والأطفال ، بهذه الكلمات التي ألقاها الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر في كلمة بالإنابة عن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر خلال ترأس لوفد الأزهر والقافلة المساعدات الأسبوع الماضي لمخيمات مسلمي الروهنغيا في بنغلادش.

وتابع مرصد الأزهر: القوى الدولية تراقب في صمت، وإن كانت هناك ردود أفعال فهي دون المستوى. حيث نشر موقع (سي إن إن) بعض اللاجئات الروهنغيا، وهي شهادات تكشف أزمة الاعتداءات الجسدية والجنسية.

الاعتداءات الجنسية 

وكشف التقرير عن معاناة مسلمات “الروهنغيا “واستخدام جيش ميانمار سلاح الاغتصاب ضدهن، وأوردت الشبكة العديد من الحوادث التي تعرضت لها المسلمات، ومن هذه الروايات ما ذكرته سيدة تدعى “رشيدة بيجاما” حول تجربتها المريرة التي تعرضت لها، حيث أظهرت العديد من الجروح وقالت: “انظروا حاولت أن أدافع عن نفسي بكل ما أوتيت من قوة، رأينا الجيش يحفر المقابر جماعية، كنا خمس نساء ومعنا أطفالنا”.

وأضافت “أمسكوا بنا، وجرينا إلى المنزل، وأغلقوا الباب، وانتزع الجنود ابن رشيدة من بين ذراعيها وقتلوه”، وتقول رشيدة: “لقد صرخت وبكيت لكنهم لم يستمعوا إلينا، لأنهم لا يفهمون لغتنا”. ولم يظهر الجنود أي نوع من الرحمة، حيث قاموا بجرحها في رقبتها ومزقوا ملابسها، وأضافت: “تعرضت لأعمال وحشية واغتصاب بجانب أربع نساء أخريات”.

ووفقًا للتقارير المنشورة أفاد عاملو الإغاثة إنه من الصعب تقدير عدد النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب، لكن يبدو أن عمليات الاغتصاب كانت منتشرة إلى حد كبير، حيث قامت منظمة أطباء بلا حدود بوضع برنامج لتقديم الدعم للضحايا، هذا وقد تلقى العشرات من النساء العلاج الطبي والنفسي للتغلب على هذه الجريمة التي ارتكبت بحقهن، ووفقًا لما ذكرته منظمة أطباء بلا حدود في وقت سابق من هذا الشهر، فإن نصف المغتصبات تحت سن الثامنة عشرة. أما موقع manila times فقد نقل معاناة أطفال الروهنغيا ،وهم يصفون الفظائع التي تشاهدونها أثناء فرارهم من ميانمار، فها هي طفلة تدعى كور شيدا، تبلغ من العمر 12 عامًا تروي ما شاهدته من انتهاكات ومجازر تعرض لها مسلمو الروهنغيا .

“إبادة جماعية”

تقول الطفلة كور شيد إنها شاهدت من خلال حاجز مصنوع من الخيزران عملية ذبح جماعي في قريتها، حيث بدأ الجنود بذبح الرجال بشكل عشوائي وإلقاء جثثهم في فناء خارجي واصفة ذلك بأنهم كانوا يُذبحون وكأنهم دجاج. ولم تذكر كور شيدا اسم قريتها خوفًا من أن تتعرض للأذى لاحقاً، قائلة: “إنهم كانوا يطلقون النار بالقرب منا طوال اليوم”.

جدير بالذكر أن كور شيدا هي واحدة من مئات الآلاف من مسلمي الروهنغيا الذين أجبروا على ترك منازلهم نتيجة العنف الشديد، وأن شهادة كور شيدا ليست الوحيدة من نوعها، فقد تم توثيق عدد من الشهادات الأخرى لأطفال من الروهنغيا، وذلك حسب تقرير لمؤسسة “أنقذوا الأطفال” والذي صدر يوم الخميس بعنوان “رعب لن أنساه أبدًا”، وهو يصف كيف أن الأطفال قد اغتصبوا أو قتلوا أو أحرقوا أحياء.

أما موقع MAIL ONLINE فقد وصف الوضع بأنه “نوع من أنواع الفصل العنصري” وأنه جريمة ضد الإنسانية، حيث أورد الخبر أن منظمة العفو الدولية اعتبرت أن ميانمار تخضع مسلمي الروهنغيا للتمييز والاضطهاد الممارس منذ عهد بعيد، وهو ما يرقى إلى “الفصل العنصري المجرد من الإنسانية”، كما أن الأمم المتحدة وصفت ما يحدث بأن أعمال الجيش تبدو كحملة “تطهير عرقي” حيث يقوم باستخدام أعمال العنف والتخويف وحرق المنازل لإجبار مسلمي الروهنغيا على مغادرة مجتمعاتهم.

وعود كاذبة 

من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في وقت سابق إن الهيئة الدولية تعتبر هذا الشأن “أولوية قصوى وعلى رأس اهتماماتها” لوقف جميع أعمال العنف ضد الروهنغيا والسماح لهم بالعودة إلى ديارهم؛ لأنهم يعيشون حاليا في مخيمات اللاجئين المزدحمة بمنطقة الحدود البنغلاديشية، كما حث مسؤولون في دكا على أن تسمح ميانمار للمسلمين بالعودة إلى أوطانهم مع ضمان سلامتهم.

وقالت آنا نيستات، المديرة العام لشؤون البحوث في منظمة العفو الدولية: “يجب على المجتمع الدولي أن يواجه حقيقة ما يحدث في ولاية أراكان منذ سنوات”.

وصرح وزير خارجية بنغلادش أبو الحسن محمود علي، بأن بنغلادش تحاول حل القضية ثنائيًا ودوليًا؛ لأنها لا يمكنها أن تتحمل العبء الضخم الذي يلقيه على عاتقها تدفق اللاجئين.

ونوه أبو الحسن عن عزم وزيرة كندا للتطورات الدولية والفرانكوفونية، ماري كلاود بيبيو، زيارة بنغلادش في الفترة من 21 إلى 23 نوفمبر؛ لتعاين بنفسها الأزمة الكارثية التي يعيشها الروهنغيا، ومن المقرر خلال زيارتها.
 
المصدر: وكالة أنباء أراكان
captcha