ایکنا

IQNA

فلسطيني يحقق "حلم العمر" بنسخ القرآن بالرسم العثماني

14:47 - May 28, 2018
رمز الخبر: 3468880
غزة ـ إکنا: خلف طاولة خشبية صغيرة امتلأت بالأقلام الملونة وتناثرت عليها الأوراق البيضاء المخطوطة ووُضعت تحت نسخه من القرآن الكريم، ينهمك الفلسطيني محمد عمر (54 عاماً) في إنهاء "حلم عُمْره" الذي شارف رؤية النور بعد شهور طويلة من التعب والمعاناة.

وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) أن عمَر، الذي عمل مدرساً للغة العربية على مدار خمسة وعشرين عاماً، وساعده جمال خطه وإجادته الكتابة بأكثر من خط، يقترب كثيراً من إنجاز مشروع حياته بنسخ القرآن الكريم كاملاً بالرسم العثماني بخط يده، والذي يعجز أمهر الخطاطين عن إنجاز هذه المهمة الشاقة.

وداخل مسجد "طيبة" المجاور لبيته في "الحي السعودي" جنوبي قطاع غزة، وبعد أداء الصلوات الخمس، يأخذ عمر ركناً صغيراً له بالمسجد ويُخرج أوراقه وأقلامه من حقيبته السوداء، ويبدأ باستكمال رسم وتخطيط طريق حلمه حرفاً وراء حرف وكلمة بجانب أختها.

حلم العمر

ويقول الخطاط عمر، الذي يعد من أول الخطاطين على مستوى فلسطين والعالم العربي الذين يقومون بهذه المهمة الشاقة، إنه عازم على تحقيق حلمه بنسخ القرآن الكريم كاملاً يدوياً بالخط العثماني الصعب، رغم التعب الكبير الذي رافقه طوال الشهور الأولى التي بدأ فيها يرسم ملامح حلمه الكبير.

ويضيف لـ"الخليج أونلاين": "علمت من البداية أن حلمي بنسخ كتاب الله بالخط العثماني سيكون مهمة صعبة وقاسية للغاية، لكني تحديت كل الصعاب وتركتها جانباً، وركزت في هدفي الذي شارفت الوصول إليه بنسخ أول مصحف يدوياً بالخط العثماني المعقد".

ويشير إلى أن خطه الجميل وإلمامه الكبير بالخطوط العربية والإسلامية منها "الديواني والعثماني والكوفي والعربي"، كان دافعاً قوياً للبدء بخطوته الأولى نحو حلمه الذي راوده منذ سنوات طويلة بنسخ القرآن الكريم بخط يده رغم الظروف القاسية التي تعيشها غزة من حصار وانقطاع دائم للتيار الكهربائي.

ويتابع الخطاط عمر وهو منهمك بتشكيل بعض الآيات القرآنية من سورة "النساء": "اخترت المسجد ليكون مكاني في نسخ المصحف الشريف، وبعد انتهائي من الصلاة أقوم بمهمتي اليومية وتجهيز أدواتي لاستكمال عملية نسخ وتشكيل ما يتيسر من السور الكريمة".

ويستخدم عمر أنواعاً خاصة من الأقلام السائلة والجافة والحبر، وكذلك الأوراق التي ينسخ الآيات الكريمة عليها وتشكيل حروفها وحركاتها وضوابطها بطريقة معقدة تحتاج للكثير من التركيز والصبر، يصعب على المواطن العادي تقليدها.

الخطوة الأولى

ويوضح أن الخطوة الأولى من مشروع حلمه بنسخ كتاب الله قد بدأت في شهر أكتوبر من العام الماضي، وكانت على ساعات متقطعة حسب الظروف المتاحة، لكن خلال شهر رمضان المبارك ارتفعت الهمة وارتفعت معها ساعات العمل والمثابرة على استكمال المشروع، لافتاً إلى أن نسخ صفحة واحدة من القرآن الكريم يستغرق ساعات طويلة ويحتاج لتركيز ودقة كبيرين.

"كتاب الله العظيم مكتوب بأسهل وأجمل أنواع الخطوط وهو خط النسخ العربي، وأنا أقوم بنسخ هذا الكتاب بالخط العثماني المعقد جداً والصعب، والذي يحتاج الكثير من الصبر والتركيز والدقة الشديدة؛ لكون هذا النوع من الخطوط له تشكيلات وضوابط للحروف والكلمات مخالفة تماماً لكل أنواع الخطوط الأخرى وأكثر صعوبة"، يكمل عمَر حديثه.

ويلفت عمر، الذي يشرف على مشروعه شخصياً دون أي تمويل من جهة أخرى وأنجز ثلثه تقريباً، إلى أن "خطأً صغيراً في التشكيل أو الضبط لأي حرف بالكلمة يعني تغيير المعنى بالكامل، وهذا خطأ كبير أحرص على عدم الوقوع فيه؛ لأنه سيكون تحريفاً لكتاب الله".

ويختم بالقول: "رغم كل الصعاب التي أواجهها والظروف القاسية والحصار الظالم، فإنني مصمم على إنهاء مشروعي؛ طلباً للأجر العظيم من الله عز وجل، وذلك سيكون إنجازاً كبيراً للأمتين العربية والإسلامية من فلسطيني يُبدع ويُنجز من رحم الحصار".

المصدر: الخليج أونلاين
captcha