ایکنا

IQNA

الحاج بولكفوف .. 23 سنة من ترميم المصاحف مجاناً بالجزائر

15:10 - June 16, 2018
رمز الخبر: 3469058
الجزائر ـ إکنا: يعكف الحاج عمر بولكفوف 86 سنة على ترميم وترقيع المصاحف داخل منزله بحي شيخي بمدينة "باتنة" الجزائرية، منذ 23 سنة كاملة حيث فضل التوجه نحو هذه المهمة عقب تقاعده من مطبعة الولاية العام 1995.

وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، كان الحاج عمر بولكفوف اكتسب خبرة في تجليد الكتب منذ العام 1957 تاريخ انضمامه لمطبعة الفرنسي بونا ثم عمل في مطبعة شعباني عقب الاستقلال، أن يلتحق بمطبعة الولاية، غير أنه فضل استغلال معرفته بترميم الكتب في ترقيع المصاحف القديمة وتجليدها بحرفية يدوية كبيرة، يقول "دأبت منذ تقاعدي على جلب المصاحف القديمة من مساجد النور والرحمة وعمر والتقوى وغيرها من مساجد الولاية ثم أقوم بإعادة خياطتها وتجليدها بطريقة يدوية لأعيدها لرفوف المساجد دونما مقابل بل ابتغاء وجه الله".

ولكثرة اعتكافه بهذه المهمة فقد صار معروفا لدى أئمة المساجد وحتى لدى تجار الجلد والكاغط الذين يتبرعون له مجانا بتلك المواد التي يجلبها معه لمنزله ثم ينبري لنزع المجلدات القديمة ويشرع في إعادة خياطة المصاحف وتجديد شكل الصفحات المعاضدة لواجهتها التي تخضع بدورها لتجديدها كلية بالكاغط المقوى ثم بالتجليد النهائي، مستخدما الغراء ثم حين ينتهي يخضعها لضغط مستعينا بدلاء ماء مملوءة ويتركها لتجف طيلة يوم كامل لتبرز في شكلها الجديد في رفوف المساجد، وقد يستخدم أحيانا وسائل أخرى مثل المطرقة والمسامير الدقيقة في ترميم المصاحف كبيرة الحجم بطريقة تكشف الدقة والمهارة التقنية التي اكتسبتها الأنامل طيلة عقود خلت.

وينوي الحاج عمر نقل نشاطه وهو في هذا السن المتقدم نحو مساجد ولايات جزائرية بشرق البلاد وغيره باعتباره ربما الوحيد بهذه الجهة في احتراف ترقيع وتجديد كتب القرأن الكريم، وقد تكفل قبل سنوات بتلقين مجموعة من الشبان طريقته التي يطمح أن تستمر حتى بعد وفاته، خاصة وأن المقصود هو ابتغاء الأجر والصدقة الجارية، وهو لا يجلب المصاحف من المساجد فحسب بل يتلقى مصاحف مواطنين يتكفل بإصلاحها دون مقابل رغم أنه تقاعد بأجرة لا تتعدى 16.000 دج، حيث يؤكد إبنه الأستاذ صالح المختص في تدريس الرياضة بمؤسسة لمباركية "في الواقع رغم أجرته الزهيدة فقد حج مرتين وأدى العمرة، وهو لا يريد مقابلا ماليا لما يقوم به بل يطلب الدعاء له، حيث أنه أوصاني في الفترة الأخيرة نقله كل جمعة للصلاة في مسجد من مساجد الولاية والتي يعود منها بمصاحف يتولى إصلاحها قبل إعادتها".

المصدر: بوابة الشروق
captcha