ایکنا

IQNA

نجل الشيخ الطنطاوى: والدي تمنى قراءة آية واحدة بالأقصى ولو كان ثمنها موته

16:08 - June 27, 2018
رمز الخبر: 3469188
القاهرة ـ إکنا: رحل الشيخ محمد عبد الوهاب الطنطاوي، ابن قرية النسيمية، التابعة لمركز المنصورة بمحافظة "الدقهلية" المصرية، عن عالمنا بعمر يناهز الـ70 عاماً، في 26 يوليو من العام الماضي، ويعد أحد أعلام تلاوة القرآن الكريم في مصر والعالم العربي.

وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، ولد الشيخ محمد عبدالوهاب الطنطاوي في 3 أكتوبر عام 1947، وحفظ القرآن الكريم قبل بلوغه العاشرة من عمره، زرع والده حب قراءة القرآن الكريم بداخله، وكان يساعده دائمًا، وبعد تفوقه في الشهادة الابتدائية عام 1958-1959 التحق بالمعهد الدينى بمدينة المنصورة، ليتلقى العلوم الدينية ليكون من رجال الأزهر الشريف.

وبعد أدائه الخدمة العسكرية جاءه خطاب التعيين للعمل واعظًا بمديرية أوقاف الدقهلية، فتسلم العمل إلى جانب تلاوة القرآن الكريم، ونظراً لتفوقه العلمى والقرآنى ارتقى إلى واعظ أول بمحافظة الدقهلية. ظل يعمل بالدعوة 10 سنوات من 1975 إلى 1985.. في تلك الفترة كان الشيخ الطنطاوى أحد القراء الموهوبين المرغوب في استدعائهم إلى أكبر السهرات والمآتم بالوجه البحري، خاصة بعد رحيل المرحوم الشيخ حمدى الزامل.

وقرر الطنطاوى أن يتقدم باستقالته من الوعظ ليتفرغ لتلاوة القرآن الكريم، وإشباع رغبة الآلاف من محبيه وعشاق صوته وفن تلاوته بقرى ومدن محافظات مصر.

واستمر الطنطاوى لمدة 50 سنة في قراءة القرآن الكريم، ولقب بـ"كروان الدقهلية"، وبعد مرور قرابة عام على وفاته، حرصت "بوابة فيتو" على لقاء نجله السيد الطنطاوى للتحدث عن مسيرة والدته ونوادر حبه لتلاوة القرآن الكريم. 
نجل الشيخ الطنطاوى: والدي تمنى قراءة آية واحدة بالأقصى ولو كان ثمنها موته
يقول السيد محمد الطنطاوي: "والدى استمر نصف قرن أي 50 سنة كاملة، في تلاوة القرآن الكريم، وأصبح لديه معجبون في كل قرية ومدينة بجميع المحافظات، حتى بعد وفاته ظهرت شدة حب الناس له، ويأتى لنا كل يوم الكثير من عشاقه من أجل زيارة قبره، ونستقبلهم جميعًا ويتحدثون معنا عن عظمة الشيخ في تلاوته للقرآن الكريم، ومنهم من كان يسير وراءه في جميع المحافظات، من أجل الاستماع له مباشرة".

وأضاف: كان والدى يصطحبنى معه في حفلات القراءة، وكنت أرى مدى حب الناس له، وكان لوالدى طقوس خاصة قبل أي قراءة ويقوم بمراجعة الآيات، وكانت لديه حكمة يقولها لنا دائمًا وهى "المراجعة والقراءة كثيراً"، وكان يفعل ذلك دائمًا من أجل أن يكون جاهزًا لجميع حفلات التلاوة. 

وعن دراسة الشيخ الطنطاوى للمقامات الموسيقية من أجل تمكنه في التلاوة، أكد السيد أن والده لم يدرس الموسيقى من قبل، بل تعلم تلك المقامات من الاستماع والممارسة في التلاوة، وتعلم هو أيضًا منه ذلك، وكان والده يؤكد له دائما أن الموهبة والصوت هما أهم شيء في التلاوة، وليس تعلم المقامات الموسيقية.

وأوضح أن والده كان يحب تلاوة سورة الكهف، وأول آيات من سورة مريم، وهو جالس في المنزل، موضحاً أن الشيخ كان يقرر أن يأخذ كل عام قسطا من الراحة، بأداء مناسك العمرة سنويًّا، وكانت تستغرق من 15 لـ 20 يومًا، وكان يشعر بالراحة في ذلك.

ولفت نجل كروان الدقهلية إلى أن أمنية والده قبل وفاته كانت القراءة في القدس، وجاءت له الفرصة من قبل ولكن لم تكتمل، وكان يقول لنا دائما: "نفسى اقرأ ولو آية واحدة في المسجد الأقصى ولو هموت"، موضحاً أنه كان يزور الكثير من الدول العربية والأوروبية من أجل التلاوة فيها مثل: "كينيا وأمريكا وإيران، وتركيا"، وعدداً كبيراً من الدول.
نجل الشيخ الطنطاوى: والدي تمنى قراءة آية واحدة بالأقصى ولو كان ثمنها موته
وعن استكمال مسيرة الشيخ بعد وفاته، أكد أنه وشقيقاه أحمد، ومحمود يرتلون القرآن، ولكن كان والدى من المحبين لصوتي، ويقول لي: "هذا هو صوت الطنطاوي"، موضحاً أنه قبل وفاته بساعات قليلة، جلس معى فجأة وطالبنى بتلاوة القرآن أمامه، ونفذت ذلك بتلاوة سورة النور، وشعرت بفرحته بى وقال لى: "أنا كده اطمنت عليك"، وكأنه كان يسلم لى راية القراءة قبل وفاته بساعات قليلة.

وأضاف أن والده عندما كان يأتى إلى مسقط رأسه في قرية النسيمية، كان يحب البساطة والجلوس في الأرض الخاصة به، ويقرأ آيات من القرآن، وكان مثله الأعلى الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ كامل يوسف البهتيمي، والشيخ راغب مصطفى غلوش.

المصدر: بوابة فيتو
captcha