ایکنا

IQNA

بعد رحلة 7 أشهر.. كاتب المصحف يرفض توثيقه بالأزهر

12:37 - July 23, 2018
رمز الخبر: 3469445
القاهرة ـ إکنا: تحول سلامة السلاموني، رئيس قسم مراجعة المصحف الشريف بمطابع السحار في القاهرة، إلى حديث مواقع التواصل الاجتماعي على مدار الأيام الماضية، بعدما نجح في كتابة المصحف بالتشكيل على طريقة عثمان طه، في رحلة من العمل استغرقت نحو 7 أشهر كاملة.

وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، بدأت فكرة كتابة المصحف تجول في خاطر السلاموني، خريج كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، حينما استمع لحسن علي حمزة، أحد المشايخ المؤرخين، في درس ديني بأحد مساجد قريته بني عدي، في محافظة أسيوط، يروي حكاية أحد شيوخ القرية قائلًا إنه في مطلع عام 1887 شرع أحد شيوخ قرية بني عدي، في كتابة المصحف، ولم يتمكن من إكماله.

وحكى المؤرخ أن شيخ آخر من القرية رأى في المنام أن ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان، يقول له أبلغ فلانًا أن يكمل ما بدأه، فلما أبلغه بذلك ارتفعت همّته وأكمل كتابته، ثم كتب 6 نسخ ووزعها على أبنائه الستة، ثم كتب نسختين أهدى واحدة منهما لمفتي الديار المصرية، الشيخ محمد حسنين مخلوف، والأخرى يقال إنها في الحرم المكي بخط هذا الشيخ الجليل.

وعلى مدار 7 أشهر، كرس السلاموني وقته لكتابه المصحف داخل منزله بمنطقة فيصل، بخط يده، مستهلكًا أكثر من 40 قلمًا بنحو 7 صفحات يوميًا، حيث تستغرق الصفحة الواحدة في تسطيرها وكتابتها بالتشكيل ساعة كاملة، وساعده في ذلك عمله رئيسًا لقسم مراجعة المصحف الشريف بمطابع السحار الخاصة.

وبدأ السلاموني بكتابة المصحف في أجندة، إلا أنها لم تكن تدل على ما تحويه من آيات القرآن الكريم، ما جعله يشرع في تجهيز تصميم للمصحف من خلال التنسيق مع رؤسائه في مطبعة السحار، ثم بدأ في كتابته بالتشكيل على طريقة مصحف المدينة المنورة بهدوء وتأنٍ بالغين، حتى لا يخطئ في الكتابة، وتحديد المسافة بين السطور ووضع مقاسات صحيحة تحاكي نفس نسق المصحف المطبوع، من خلال مسطرة من "الكرتون" خاصة به.

ونظم سلامة وقته لنسخ المصحف، فكان يستمر في الكتابة قرابة 7 ساعات يوميًا، وأحيانًا كان يستغل أوقات الراحة في العمل لاتباع هدفه في نسخ المصحف، وأيام العطلات الرسمية والأعياد كانت تعني زيادة عدد الصفحات، ومكنه عمله في مراجعة المصحف الشريف من تعديل الأخطاء ومراجعتها أول بأول، موضحًا أنه بعد كتابه صحفة اكتشف أنها ناقصة سطر عن المصحف، فمحى تلك الصفحة وأعادها مرة أخرى، ولكنه تدارك الأمر، وقبل المراجعة كشف له صديق مسيحي عن نقطة ناقصة في سورة "الكافرون"، خلال تعليق على منشور له على موقع للتواصل الاجتماعي.

وما أن انتهى من كتابته ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى انهالت عليه التهاني وتواصل معه الكثيرون من أجل شراء تلك النسخة، إلا أنه رفض لأنه كتبها ابتغاء مرضاة الله لا لأجل المال، موضحًا أن بعض المسئولين تواصلوا معه لتسهيل اعتماد تلك النسخة من الأزهر الشريف، إلا أنه رفض التوثيق.

وشرع السلاموني في كتابة نسخة أخرى كبيرة أكثر احترافية بالخط العثماني، برواية حفص عن عاصم، بالحجم الكبير (الجوامعي) أكبر من هذا المصحف المكتوب بمقاس (نص)، على أن يتم طباعته بعد اعتماده ومراجعته بالأزهر الشريف، طمعًا في ثواب قراءة كل حرف من آيات القرآن الكريم بخط يده.

المصدر: الدستور
captcha