ایکنا

IQNA

مساجد إسبانيا تعزز قيم الأخوة والتعايش

15:29 - July 04, 2016
رمز الخبر: 3460958
مدرید- إکنا: نحو ألف مسجد وأكثر من خمسمئة جمعية إسلامية في إسبانيا تسعى لتمتين أواصر الأخوة بين المسلمين من جهة، وبين المسلمين وجيرانهم من جهة أخرى عبر أنشطة مختلفة في رمضان.
مساجد إسبانيا تعزز قيم الأخوة والتعايش

وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا) انه حو ألف مسجد وأكثر من خمسمئة جمعية إسلامية في إسبانيا تسعى لتمتين أواصر الأخوة بين المسلمين من جهة، وبين المسلمين وجيرانهم من جهة أخرى عبر أنشطة مختلفة في رمضان ويقول قائمون على مساجد وجمعيات أهلية إنه ساعون للانفتاح على الآخرين.

ويحرص أكثر من ألف مسجد بإسبانيا في شهر رمضان على تعزيز الروابط بين المسلمين من ثقافات مختلفة وبين المسلمين وأتباع الديانات السماوية الأخرى.

والمسجد الكبير في مدريد ـ التابع للمركز الإسلامي في العاصمة الإسبانية ـ يحتضن منذ بداية الشهر فعاليات اجتماعية لهذا الغرض.

ويقدم مسجد مدريد يومياً ألف وجبة إفطار يعدها مطعم تابع له، وترسل خمسمئة وجبة منها لمساجد أخرى في مناطق متفرقة من العاصمة.

وكانت الموائد الرمضانية في مسجد مدريد الكبير وغيره من مساجد إسبانيا وسيلة ناجعة في هذا الإطار ويعد الإفطار الجماعي فرصة للتعارف والتعايش.

وقال مدير إدارة الإعلام بالمركز الإسلامي في مدريد، سامي المشطاوي، إنه قد وزع هذا العام مئة طن من التمور على عدد من المساجد والهيئات الدينية في مختلف مدن إسبانيا، إضافة إلى الإفطار الجماعي اليومي الذي يقدم قرابة خمسمائة وجبة في المركز.

وفي قاعة الإفطار الجماعي بالمركز، يجتمع مسلمون (عرب وآسيويون وأوروبيون وأفارقة) تحدوهم رغبة في التعارف بينهم.

ويقول شابان من مصر وكوسوفو من رواد المركز الإسلامي في مدريد إن الإفطار الجماعي في مساجد إسبانيا مكنهما من التعرف على أصدقاء مسلمين وثقافات دول أخرى مسلمة.

أما الشاب الإسباني يحيى مارابال (20 عاما) ـ وهو واحد من قرابة عشرين ألف إسباني مسلم (من مجموع حوالي مليوني مسلم في إسبانيا أغلبهم عرب وأفارقة) ـ فهو أيضا من رواد المركز الإسلامي في مدريد.

ويحلم يحيى ـ الذي يتحدث العربية بطلاقة إلى جانب الإسبانية والإنجليزية والفرنسية ـ أن يكون من أشهر الأئمة المسلمين في أوروبا خلال عشر سنوات.

والرسام الإسباني المسلم روخاس الأندلسي (64 عاما) تعوّد بدوره هذا النمط من التعايش الجماعي للمسلمين بمساجد إسبانيا في رمضان، وبات جزءا من حياته بعد أن أشهر إسلامه عام 1992.

وقد قادته رحلة الحج إلى بيت الله الحرام عام 1992 لاستلهام التضامن الإسلامي وترجمته في لوحات تشكيلية وقد نظم معارض في إسبانيا والمغرب حول الإسلام ومعانيه الفاضلة وعلى رأسها التعايش والسلام كما قال.

ويضيف "روخا" أنه في رمضان لا يخطئ الملاحظ قدرة الإسلام على جمع البشر على كلمة سواء، قائلا إن "الإسلام يجمع ولا يفرق ويوحد البشر بغض النظر عن ثقافاتهم وأعراقهم".

دور المساجد

ويعمل رئيس فيدرالية الهيئات الدينية الإسلامية بإسبانيا منير بن جلون على تحقيق فكرة المساجد المفتوحة في رمضان وقال إن شهر رمضان فرصة كبيرة لتحقيق التواصل بين المسلمين وثقافات أخرى خاصة مع الإسبان.

ويشير بن جلون إلى وجود 517 هيئة دينية مرخصة في إسبانيا، إضافة إلى نحو ألف مسجد ويقول إن هناك تأكيداً على أن تلعب المساجد دوراً اجتماعياً وأن تنفتح على الآخر، خاصة في الظرف العالمي الراهن, وما يتعرض له الإسلام من هجمات.

وحسب بن جلون، فإن من الأهداف الرئيسية التواصل مع جيران المسجد وتعريفهم بالإسلام والقرآن وواجبات المسلمين، وهو ما يتيح الاقتراب من أولئك الجيران بدل أن يصبح المسجد مؤسسة معزولة عن محيطها.

من جهته يشير رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية في إسبانيا رياح ططري إلى الخدمات التي تقدمها المساجد على غرار مسجد "إستريتشو" بمدريد, ويقول إن "الدور الاجتماعي للمسجد هو ضرورة لمساعدة المسلمين وللانفتاح على غيرهم".

وفي المركز الثقافي الإسلامي في منطقة "بيا بيرده" في مدريد، تخوض مجموعة من الشباب تجربة جديدة في رمضان هذا العام، وهي فتح أبواب المسجد التابع للمركز للجيران ولممثلين للديانات السماوية والمتخصصين والباحثين لإثراء حوارات الأديان.

ويقول عضو اللجنة المشرفة على المركز محمد الأزمي إن مثل هذه اللقاءات تعزز التعايش بين الديانات والثقافات، ويعتبر أن من مصلحة المسلمين في إسبانيا ـ باعتبارهم أقلية ـ التعاون مع بقية المواطنين أصحاب الثقافات المختلفة.

المصدر : الجزیرة نت
captcha