وأعلن عن ذلك، القارئ المصري البارز، وخبير الاصوات والمقامات، والمحكم الدولي للقرآن، الأستاذ طه عبدالوهاب، في حديث خاص له مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، مبيناً أن الذي يميّز مقاماً عن مقام غيره هو ما يسمّى جنس أصل المقام.

وأضاف أن كل مقام له أبعاد تميّزه عن غيره، ولكل مقام تعبير يختلف عن غيره، فمثلاً مقام يعبر عن الحزن مثل "الصبا"، وهناك ما يعبر عن الفرح مثل "السيكاه"، وما يعبر عن الأوامر مثل "العجم" فيقال عنه مقام "الملوك" أيضاً، موضحاً: حين استخدمت مقام(العجم) في الآيات المتعلقة بالأمر من الله سبحانه وتعالى للنبي الأكرم (ص)، لاحظت أن أسلوب الأمر فيه قوة ومن المؤكد أن كلام المولى تبارك وتعالى مع النبي(ص) يكون في قمة الحب وليس بالقوة.

وصرّح القارئ طه عبدالوهاب: حاولت أن أستخدم أسلوباً مختلفاً للتعبير عن هذا الأمر من الله سبحانه وتعالى للنبي الأكرم(ص)، فوجدت نفسي أقول جملة نغمية لم أسمعها من أحد من القراء السابقين.

وقال: من المفروض أن الشيخ مصطفى اسماعيل هو من أكثر القراء الذين استخدموا النغم و"الدكتور أحمد نعينع" هو من أكثر القراء الذين أخذوا من الشيخ مصطفى اسماعيل، فلهذا قلت نفس الجملة النغمية أمام الدكتور نعينع فلاحظت بأنه مندهش منها وكأنه أول مرة يسمع هذا الركوز.

وبالنسبة الى موقف القراء المصريين وغيرهم بالنسبة الى هذا المقام، قال الاستاذ طه عبدالوهاب: عندي تلاميذ القراء بدؤوا يتدربون على هذا النغم الجديد، ولكن أجمل رد فعل وصلني حين أرسل لي أحد الملحنين في سوريا أنشودة جديدة على هذا النغم.

وحول تسمية هذا النغم الجديد بـ"الشادي"، قال الأستاذ طه عبدالوهاب" ان كلمة "الشادي" كلمة عربية تعني الانسان صاحب الصوت الرقيق والحنون فالذي يشدو بصوت جميل هو "الشادي" ومن الجميل أنني معروف بـ"أبوشادي" لأن ابني اسمه "شادي".

وأضاف أن هذا المقام يعبر عن الأمر لكن بالحب والرقة، وليس الأمر بالغلظة أو بالحدة، فحين نظرت الى مقام "العجم" الذي يستخدم في الأوامر فيقال عنه "مقام الملوك" وجدت أن هذا المقام يكون فيه قوة مثلاً في الآية الـ183 من سورة "البقرة" المباركة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" هنا الأمر وهذا المقام يكون فيه قوة فحينما ذهبت الى أي حوار بين الله سبحانه وتعالى والرسل والأنبياء مثلاً حينما يأمر الله سبحانه وتعالى النبي(ص) في الآية الـ59 من سورة "الأحزاب" المباركة "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا" وجدته أنه لايكون هنا الأمر بالغلظة.

وقال الأستاذ طه عبدالوهاب: هذا المقام(الشادي) يظهر فيه الحبّ، والحنان، والودّ لأنه أمر بالحبّ وسينفذ بحبّ النبي(ص) لأن تعامل النبي(ص) مع زوجاته كان في قمة الحبّ، والحنان، والرقية، وحينما يخاطب الله سبحانه تعالى المؤمنين فالأمر يكون بالقانونية(الأمور التي لا نقاش فيها والأحكام)، لكن خطاب الله لأهل النار والكافرين يكون بالغلظة.